تعرف على التسويق المؤسساتي وأكتشف أهميته في الترويج لعلامتك التجارية

  كيف نوظف التسويق المؤسساتي في إدارة والترويج للعلامة التجارية؟

محتويـات

توجد مجموعة من الطرق والاستراتيجيات الفعالة في مجال التسويق والترويج للمنتجات. هذه الاستراتيجيات كلها تساعد في زيادة نسبة المبيعات والتعريف بالعلامة التجارية على أوسع نطاق. في الموضوع أسفله سنتطرق لأسلوب فعال في تقريب العلامة التجارية من الجمهور، ألا وهو التسويق المؤسساتي.

التسويق المؤسساتي
التسويق المؤسساتي

ما المقصود بالتسويق المؤسساتي؟

إليك استراتيجية التسويق المؤسساتي أو فن التسويق للشركات في إدارة الشركة والترويج للعلامة التجارية.

يندرج مصطلح التسويق المؤسساتي في إطار الطرق الكفيلة بتحقيق التواصل بين الشركات والجمهور عبر مجموعة من التدابير والإجراءات.

تعمل الاستراتيجية المذكورة على تقوية سمعة الشركة في منطقة الأداء وتعزيز مكانتها بين منافسيها. يرتكز التسويق المؤسساتي على مد الشركات بمجموع الإجراءات والتدابير الفعالة والناجحة سواء في طرق التسويق أو المتعلقة بجودة المنتجات.

لا يقتصر التسويق المؤسساتي على ذلك فقط، بل يضم أيضا الإجراءات المتعلقة بالقيم الثقافية والاجتماعية للشركة داخل مجتمعها.

يأخذ التسويق المؤسساتي في اعتباره أثناء التسويق النظرة الخارجية من طرف المجتمع للشركة. يحرص على إشراك الجمهور في جميع الخطوات والإجراءات التي تقوم بها الشركة، ويوجه خطاب الشركة بشكل مباشر للجمهور. يحرص على توظيف القيم  الاجتماعية والثقافية والأخلاقية التي تؤمن بها الشركات أثناء ممارسة نشاطها.

 التسويق المؤسساتي Institutional Marketing ؟

في القاموس التجاري فالتسويق المؤسساتي يقصد به كافة الإجراءات والطرق والأساليب التسويقية الرامية إلى تقوية صورة العلامة التجارية. وتعزيز سمعتها في السوق ودعم قوة العلامة التجارية.

إضافة إلى تجويد الماركة التجارية في نظر الجمهور والمستهلكين. فيما يقوم التسويق التجاري بزيادة حصة المبيعات والرفع من نسبة الأرباح، التسويق المؤسساتي بدوره يهدف إلى إيصال العلامة التجارية لأكبر عدد من الجماهير.

كا يهدف لتقديم القيم والأخلاقيات التي تؤمن بها الشركة والجوهر من وجودها. والطريقة التي تنفع وتفيد بها الجمهور وطموحاتها المستقبلية في سبيل تطوير وتنمية المجتمع.

يعمل التسويق المؤسساتي لتحقيق هدفه بتقوية العلامة التجارية وتعزيز سمعتها في منطقة الأداء على طورين مهمين وهما: أساليب كل من التسويق الثقافي وكذا التسويق الاجتماعي فماذا يقصد بك منهما:

أولا: التسويق الاجتماعي

يرتبط التسويق الاجتماعي ارتباطا وثيقا بظاهرة مجتمعية معينة أو بمشكلة تؤرق مجتمعا معينا. يتجه رائد الأعمال في هذه الاستراتيجية إلى توظيف نشاطه التجاري من أجل المساهمة في إيجاد حلول لظاهرة مجتمعية معينة وتوعية الناس بخطورتها. وتعتبر في هذا السياق لها جزؤها من المسؤولية تجاه هذا الإشكال وكذا من أجل الترويج لمنتجاته أو الخدمات التي يقدمها،

وقد أصبحت هذه الاستراتيجية رائجة جدا في مجال الأعمال. وتركز عليها كبريات الشركات التي حققت صدى كبير وتألقت في مجال الأعمال بهذه الطريقة. كما تعتمد هذه الاستراتيجية مجموعة من المؤسسات الحكومية أو المنظمات الغير الهادفة.

مثال توضيحي: حملة ّدير يديك” التي تنظمها مجموعة شركات “إنوي المغربية” لكي تساعد الناس المحتاجين والفقراء وكذا تنظيف الأحياء ومساعدة الشباب حاملي المشاريع.

من خلال مشروعها الاجتماعي فهذه الشركة تدعو لقيم التضامن والتكافل في المجتمع وتتبناها.

يوجد عدد كبير من المشاكل المجتمعية التي يمكنك المساهمة في إيجاد حلول أو التحسيس بها انطلاقا من عملك التجاري. لا تتردد في ذلك لأنه سيعود بالنفع الكثير عليك وعلى تجارتك وسمعة علامتك التجارية في السوق وبين الجمهور.

إقرأ أيضا إكتشف أهمية التسويق الإجتماعي في إزدهار عملك التجاري للمزيد من المعاومات في هذه النقطة.

ثانيا: التسويق الثقافي

من خلال التسمية يتبين لنا أن التسويق الثقافي مرتبط بالاستراتيجيات التسويقية التي ترمي لربط الميدان الثقافي بالعمل التجاري والترويج للأعمال الثقافية عبر استخدام علامات تجارية معروفة.

من بين الأعمال الرائجة في هذا النمط من التسويق نذكر: رعاية المهرجانات والمنتديات الثقافية، التكفل بالمعارض، رعاية الأفلام والمسرحيات، رعاية التظاهرات الثقافية والمهرجانات المتعلقة بالتراث والموروث الثقافي… وغيرها.

يقوم التسويق الثقافي على وضع استراتيجيات في التسويق بشكل تعاوني. كما يتم وضع تصميم وخطاطة لبرامج والنقط المهمة التي ستتناولها الفعالية أو المهرجان. كتحضير لوحات إعلانية وتقديم عينات من المنتج، وإعداد مطويات عن الماركة أو الشركة إلى غيرها من الاستراتيجيات ….

عندما يتم توظيف هذين المجالين؛ الاجتماعي والثقافي، في التسويق لعلامة تجارية ودورها في الأنشطة الثقافية والتحسيس بالمشاكل الاجتماعية تكتسب العلامة التجارية سمعة طيبة وجيدة في الوسط التجاري وبين الجمهور. وتحصد العلامة التجارية صورة إيجابية في عقول الناس.

نرشح في هذا السياق قراءة موضوع بناء الوعي بالعلامة التجارية.

الفرق بين التسويق المؤسساتي والأندومارتنج Endomarketing

في المجال التجاري يقوم الكثير من الناس لا يفرقون بين التسويق المؤسساتي والأندر ماركتينج. في جميع الأحوال فهذين المفهومين مرتبطين ويعملان في صالح العمل التجاري. حيث لهما هدف مشترك وهو التقدم بالعمل التجاري وتقديم العلامة التجارية في أحسن صورة.

للتفريق بين هذين المفهومين تجدر الإشارة إلى أن الاندوماركتينج يهتم بالعلاقات الداخلية داخل الشركة، والعمل على توفير التكامل بين مكونات الشركة وبين نظامها الداخلي والقطاعات التجارية التي تربطها بها علاقة.

ويهتم بهذه المهمة مصلحة الموارد البشرية بالشركة، وهي التي تتكلف بعملية التواصل داخل المؤسسة أو الشركة.

هذا النوع من التسويق يرمي إلى دراسة أجواء العمل داخل المؤسسة أو الشركة والعلاقات بين الموظفين. يسعى إلى تلبية حاجات العاملين بالشركة، وإيجاد حلول لمختلف المشاكل التي تواجه العاملين بالشركة وتوفير المناخ والبيئة الملائمة للعمل. إضافة إلى بحث العوامل المسؤولة عن نقص التفاعل بين العاملين وتقصي أسباب غياب الحماس في صفوف العاملين.

في هذا الصدد تعمل مصلحة الموارد البشرية على بحث الحلول الكفيلة بإنقاذ الوضع وتحميس العمال وزيادة التفاعل بينهم. وتلبية حاجاتهم وتوفير البيئة السليمة للعمل في الشركة وضمان راحتهم في العمل.

دور التسويق المؤسساتي في تقوية سمعة علامة تجارية

التسويق المؤسساتي يعمل على تعزيز صيت الماركة التجارية في السوق وزيادة شهرتها في منطقة الأداء ودفعها للتألق بين المنافسين وتجويد سمعتها بين الجمهور. وبهذه الطريقة يتمكن المسوقون من اختيار وإعداد الاستراتيجيات والأساليب الداخلية والخارجية لتنمية المحيط المؤسسي والبيئة المؤسسية وتقويتها.

كما يمكن توظيف الاستراتيجيات الثقافية والاجتماعية في الأندوماركتينج. حيث يمكن تنظيم أعمال ترويجية بين العاملين وتنظيم احتفالات بمناسبات وتواريخ معينة. لكي تصل لتحقيق المراد منها وتوصل العلامة التجارية إلى الريادة في السوق، ويجب الاهتمام بكل تفصيل وخطوة بتركيز والتخطيط لها بدقة وذكاء.

يحب على هذه العوامل ان تتعاون رغم اختلافها لكي تصل لاستراتيجيات محكمة لإنجاح العملية التسويقية ككل سواء التسويق الداخلي أو التسوق المؤسساتي.

عوامل توظيف التسويق المؤسساتي في التسويق التجاري

توظيف التسويق المؤسساتي في التسويق التجاري يعود بمجموعة من المنافع على رائد الأعمال. حيث يقوم التسويق المؤسساتي على تقوية العلاقة وتوطيدها بين المستهلكين والجمهور وبين الماركة التجارية في السوق بعد اعتبارها مرجع في السوق.

يشهد العالم أوقاتا عصيبة وركودا اقتصاديا عاما يشمل جميع المجالات. ولهذا السبب فالسوق الاقتصادية تتجه إلى اعتماد أنظمة جديدة. كما ان الاستراتيجيات الممنهجة لحل هذا الإشكال تتجه لتحويل المبيعات للخروج من هذه الأزمة وإعادة تنظيم السوق الاقتصادية.

في هذا الخصوص فالمستهلك النهائي ينظر لتعامل الشركات والعلامات التجارية مع هذه الأوضاع ولا يكتفي فقط بالتخفيض في الأسعار والحسومات والعروض وبالنسبة للمستهلك فالاتجاه الذي تقوم بها الشركات غير مفيد بالنسبة له.

كما ان الكم الهائل من المنتجات المعروضة في السوق والتي يتم التسويق لها في مختلف مواقع التواصل الاجتماعية تجعل المستهلك بين خيارات عديدة بع تفكير ملي قبل الإقبال على الاقتناء بطريقة سهلة وسلسة.

لقد تغيرت الأوضاع كثيرا عما كانت عليه في السابق فلم يعد المستهلك ذاك الشخص الذي يقتني حاجة له في منتج معين. لكن اصبح المستهلك بعد اقتناء منتج معين ينظر للقيمة التي يتضمنها أو التي تدعو لها العلامة التجارية من خلال المنتج والتي تتشاركها مع عملائها ومقتني هذا المنتج.

ما هي الطريقة المثلى لتحقيق تواصل فعال مع العملاء؟

في هذه الفقرة سنتطرق لبعض الأساليب التواصل الفعال مع الزبناء. وأهمية التسويق المؤسسي في تحقيق الوصل الفعال للجمهور والعملاء المحتملين  والنصائح الضرورية للوصول لعدد أكبر من الناس.

إقرأ أيضا التصميم العاطفي ورفع نسبة المبيعات

سنتعرف مجموعة من النصائح لتحسين العلاقة وتجويدها بين الشركة وزبنائها وبناء علاقة ثقة بين هذين الطرفين، والإرشادات كالتالي:

1-  ضع تصميما واضحا لشخصية العلامة التجارية

تعد هذه الخطوة الأولى ويتم خلالها تغيير صفة العلامة التجارية إلى Persona أو Brand Persona كما يطلق عليه.

لكي يتم إنجاز هذه الخطوة بنجاح وتحدد صفة عملك التجاري. ويجب عمل كل ما يلزم للحفاظ على الصيغة التي قمت بتسميتها لعملك التجاري، دون المبالات بأحوال السوق. سوف نطلق على هذه الصيغة أو الصفة الجوهر أو الماركة.

يجب التعامل مع ماركة شركة معينة أو جوهرها كما يتعامل مع البشر، حيث يجب أن تكون مميزاتها وصفاتها قوية ومتينة وثابتة كالتي يمتلكها البشر. كما يجب ان تكون متوجة بالثقة والأمانة والمصداقية لكي يتم التواصل بينها وبين الجمهور ببساطة وسهولة كما سيسهل التعامل معها والتناغم.

خصائص الجمهور المستهدف موضوع مفصل في هذه النقطة.

 مثال توضيحي:

من العلامات التجارية التي حافظت على مر السنين على أداءها وجودتها في السوق كما أنها ساهمت في نقل مجموعة من المبادئ في المجتمع وتناقلتها الأجيال. شاركت مع قاعدة واسعة من الناس وتفاعلت معها الناس لعقود من الزمان العلامة التجارية «زيت الزيتون واد سوس العريقة”.

فقد ولج هذا المنتج السوق منذ سنوات ومازال محافظا على مكانته رغم وجود ماركات عديدة من الزيوت في السوق. شاركت العلامة التجارية أهدافها ومساعيها مع الجمهور وتواصلت معه لتقديم زيت زيتون طبيعي وصحي بأفضل الطرق والتقنيات.

تمكنت العلامة التجارية لزيت الزيتون واد سوس من ترسيخ مبادئها في المجتمع لفترة ليست بالقصيرة. فهي زيت زيتون طبيعية معصورة بطرق تحافظ على قيمها الغذائية الموجودة في حبوب الزيتون. لتقديم زيت صحي ويستفيد الناس من المواد المغذية الموجودة في شجر الزيتون.

مثالها مثال مجموعة من الماركات التجارية الموجودة في السوق لوقت طويل وما زالت محافظة على تموقعها في السوق. وحصدت هذه الماركات ثقة الجمهور وتعلقه بها من دون ماركات جديدة وحديثة في السوق.

تلعب طريقة تقديم المنتج أو الماركة في السوق دورا مهما في جعلها محفورة في عقول المستهلكين كالألوان الموظفة والمذاقات والتغليف والطعم، والقيمة الغذائية الموجودة بالمنتج.

في النموذج الذي قمنا باستخدامه زيت الزيتون واد سوس فهي تستعمل قنينات شفافة واللون الأخضر الزيتي وهو اللون الغالب في القنينة وعروشا من الزيتون كملصق على القنينة. وتعتبر الدعاية الإعلانية لهذا المنتج مميزة جدا تجدب الجمهور بشكل كبير.

2- خصص قيما للشركة

في هذه المرحلة قم بتحديد القيم بالنسبة للشركة، والتي تعبر عن الشركة وتجعلها واضحة بالنسبة للجمهور وهذا يفيد في تقريب الماركة من العملاء والمستهلكين وتجعل أفكارها واضحة.

يتغير الجمهور الخاص بمنتج معين بصفة دائمة من حالة لأخرى. ويجب مواكبة هذا التغير باستمرار والاهتمام بالطرق الاستهلاكية الجديدة التي يقوم بها الجمهور لان هذا يرافقه تغير القيم والتموضع في السوق، بخلاف الجوهر الذي لا يتغير.

بعد بحث هذه المكونات كلها وتحديد الجوهر العلامة التجارية يحدد الحيز الذي ستشغله العلامة التجارية في السوق وتمركزها بالطريقة والأسلوب الذي يحددها الجمهور ويقتنع بها.

مبادئ الشركة والقيم التي تدع لها وتؤمن بها تتحدد مكانة العلامة التجارية في نفوس الجمهور، ويجعل منتجات علامة تجارية معينة مفضلة عنده أكثر من منتجات شركة أو علامة تجارية منافسة ويقبل عليها دائما أثناء قيامه بالتسوق.

هذا يجعل الزبون يعتقد ويؤمن بأن الماركة التجارية ليس مجرد منتج للسلع والمنتجات فقط، بل أن تجربة منتجاتها تجربة مفيدة وقيمة بالنسبة له وتستحق ما بذله من جهد ومال في سبيلها.

 مثال توضيحي:

ينطبق ما تحدثنا عليه في هذه الفقرة  السابقة على الشركة السعودية المختصة في صناعات الحليب ومشتقاته، شركة ” مراعي”. فمنتجاتها تشمل جميع الفئات. كما أنها لا تركز في حملاتها التسويقية على تقديم منتجاتها فقط بل تحرص كذلك على تقديمها في أبهى صورة.

تحرص “مراعي” على تقريب فوائد وقيم المستهلكين من خلال منتجاتها، كما ان منتجاتها تقدمها لكي تناسب أذواق جميع الفئات ويحقق رغبات فئات مختلفة من المجتمع.

إن سبق وشاهدت إعلان أحد منتجات شركة المراعي” زبدة المراعي” مثلا فستلاحظ البيئة والأجواء الموظفة في الإعلان. والألوان المفعمة بالحياة، بالإضافة إلى الجودة والقيم الغذائية الموجودة في هذا المنتج.

3- كن متفردا ومميزا عن باقي المنافسين

تجدر الإشارة إلى انه للتعمق في التسويق المؤسساتي وتوظف استراتيجياته بطريقة أفضل وبطريقة محكمة يجب عليك ان تعرف منافسيك معرفة عميقة. من هذه المعرفة ستصل لكيفية ربط علاقة وطيدة بالجمهور والمستهلكين. كما ستزيد من نسبة التفاعل والتواصل معهم في السوق، وهذه من أهم الإرشادات التي يجب تطبيقها في عملك التجاري.

التفرد والتميز أيضا لا يتحقق فقط على مستوى المنتج والجودة بل يشمل الطرق والاستراتيجيات المستعملة في جميع أطوار العملية التجارية. ينبغي على البائع المحترف أن يكون ذكيا مبدع ومبتكرا في تفكيره والاستراتيجيات التي يتبعها في طريقة التسويق والترويج.

في التصميم العاطفي للمنتج أو الخدمة، ينبغي ابتكار أساليب جديدة وحديثة لم تستعمل بعد من قبل المنافسين، وذلك لضمان التألق  في السوق والتميز عن باقي المنافسين.

لا ينبغي بالمنافسة في المجال التجاري أن تقتصر فقط على الجودة في المنتج وعلى نسبة المبيعات والأسعار المخصصة للمنتج. بل يجب أن تكون المنافسة أيضا في طرق التواصل مع الجمهور وتلبية طلباتهم وحاجياتهم وكذلك خصائص ومميزات المنتج وتألق الشركة.

من منا لا يعرف شركة أبل، أو لا يملك جهازا عليه صورة تفاحة مقضومة؟ تعتبر أبل من أشهر الشركات في العالم وهي معروفة بسمعتها الجيدة في السوق العالمية. وتعتمد في تسويقها على الأساليب الإبداعية والابتكارية المبهرة، كما تتميز بمصداقيتها ونوعية منتوجاتها والجودة العالية التي تتمتع بها. تقوم شركة أبل باستخدام هذا الشيء في حملاتها ودعاياتها الإعلامية.

4- أكتشف جمهورك المستهدف بدقة

الجمهور يشكل الطرف الأهم والأبرز في المجال التجاري، فبدون جمهور لا تتم العملية التجارية ابدأ وهو بنفس أهمية المنتج والمسوق كذلك فهذه العناصر الأساسية في التجارة.

في مجالات أخرى لا يشكل التعرف والتواصل مع الجمهور أهمية كبرى بخلاف المجال التجاري الذي من المهم التعرف والتفاعل والتواصل معه باستمرار لتحقيق الهدف التجاري. التعرف على جمهورك المستهدف من أهم الاستراتيجيات المحكمة والفعالة في نجاح العمل التجاري.

من المهم جدا تحديد مع من نتعامل لمن نسوق أو ننتج هذه المنتجات ونقدم هذه الخدمات، من الجوهري تحديد الجمهور المستهدف في أي عمل تجاري نقوم به.

الجمهور المستهدف هو من الحلقات المهمة في السلسلة التجارية. تعتبر عملية تحديد العميل المثالي أو المشتري المثالي من بين الاستراتيجيات الفعالة في المجال التجاري، تحديد خصائصه ومميزاته ورغباته وما يحتاج إليه في منتج معين.

قبل البدء في إنجاز المشروع ينبغي تحديد العمل المثالي بالاستناد على الدراسة التي قمت بها بخصوص السوق ومنطقة الأداء لكي تصل لتكوين ملخص عن صفات وعمر وجنس وموقع ومهنة ورغبات وأحلام  والمشاكل والصعوبات التي يواجهه العميل المثالي لتضمين منتجاتك الحل الأمثل له.

بعد الوصول لإنجاز هذه الخطوة تصبح ملامح الماركة وصيغتها سهلة جدا، بتوظيف المواصفات التي يريدها الجمهور ورغباته بطريقة إبداعية ومبتكرة بطريقة متفردة عن باقي النماذج الموجودة في الأسواق.

5-  وظف التسويق المؤسساتي في الحملات الإعلانية

يمكن للاستعانة بعمليات واستراتيجيات التسويق المؤسساتي في الدعايات الترويجية والحملات الإعلانية أن تكون دفعة قوية في طريق سير العمل وتطوره، وتشكل قفزة نوعية في نجاح العمل التجاري الذي تقوم به.

يمكن لهذه الطريقة ان تشكل صعوبة بالنسبة للشركات الصغرى ورجال الأعمال المبتدئين لتركيبتها البنيوية ومواردها المحدودة والقليلة نوعا ما مقارنة بالشركات الكبرى في المجال.

هذا ليس مانع لعدم التطرق لهذا النوع من التسويق لكن يمكن التطرق إليه بالتدريج بداية من مواقع التواصل الاجتماعية ومن موقعك الخاص على اليوتيوب للتواصل مع الجمهور عبر “من نحن” وتبين قيم عملك لهم.

يمكن كذلك استعمال كتابة المدونات والمنشورات على مختلف وسائل التواصل الاجتماعية وإنشاء صفحة رسمية على الفايسبوك لكي تساعدك في القيام بهذه المهمة. تقدم فيها محتوى جيد وتتحدث عن العاملين في الشركة الذين ينجزون هذه الخدمات.

بهذه الطريقة ستسهل مأمورية التعريف بالقيم والمبادئ التي تدعو لها الشركة وتؤمن بها. وتقوم بضم التسويق المؤسساتي إلى الاستراتيجيات الترويجية الخاصة بعملك و سيسهل الوصول إلى الجمهور والتواصل معه بطريقة بسيطة بخصوص الصيغة التي تقدم بها شركتك والقيم والمبادئ التي تدع لها وتؤسس لها في المجتمع.

 آليات التسويق المؤسساتي وأساليبه

التسويق المؤسساتي لا يعمل وحده لكن لابد من مرافقته مع مجموعة من الآليات والأدوات بالإضافة غلى أساليب مهمة لكي تزداد نسبة نجاحه في العمل التجاري. في الفقرة القادمة سنقدم مجموعة من الأليات والأدوات المدعمة للتسويق المؤسساتي والتي تساعد الشركة في التسويق لنفسها بنفسها:

1- النشرة البريدية

النشرة البريدية هي نوعية متن التواصل مع الجمهور وهدفها التسويق عبر الإيميل أو البريد الإلكتروني. تقوم هذه الرسائل على تقديم محتوى قيم عن المنتج أو الخدمات أو تقيم معلومات ومعطيات غير معروفة عن المنتج للتعريف به اكثر بين الزبناء، ومشاركة مستجدات المجال مع العملاء المحتملين.

النشرة البريدية المرسلة عبر البريد الإلكتروني يجب ان تكون متضمنة لمعلومات عن الشركة وعن المنتجات أو الخدمات التي تقدمها بطريقة جيدة وتثير الانتباه والإعجاب.

تعتبر النشرة البريدية من بين أساليب التسويق المؤسساتي المميزة، على اعتبار أن متضمن الرسالة يرتبط بعلاقة الماركة مع الجمهور. تساهم النشرة أيضا في الحصول على عملاء جدد والتواصل مع الجمهور والتفاعل معه بشكل مميز وكثير.

مثلا استقبلت في عملك عميلا جديدا لأول مرة يمكنك أن ترسل له معلومات إضافية عن الشركة وعن المنتج الذي تسوقه له. لكي يتعرف على ماركتك وعلامتك التجارية عن قرب وما يجعلها مميزة عن العلامات التجارية الأخرى. هذه هي اللحظة المناسبة لاستخدام ما توصلت إليه عن العميل النمطي الخاص بعملك.

تفادى إزعاج العملاء بكثرة الرسائل

لا تزعج العملاء برسائل كثيرة وفي أوقات غير ملائمة، للاستفادة من هذه النقطة يمكن اختيار مواعيد وتواريخ مميزة مثل الأعياد، والمناسبات مثل مناسبة السنة الجديدة ، وعيد الأم، وعيد الأب والأعياد الدينية وكذا أعياد الميلاد.

كما يمكن الاتجاه إلى التظاهرات والفعاليات والمناسبات الاجتماعية الكبرى والمعرض والمهرجانات بحيث يمكن تقديم العلامة التجارية للجمهور وبناء علاقة مع العلامة التجارية.

يمكنك ان تدرج في المحتوى المرسل للعملاء القيم والأخلاقيات التي تؤمن بها الماركة وتدع لها. كما تحمل دعوة تدفع من خلالها العميل لأتخاد إجراء بخصوص ما ذكر في المحتوى، شرط ان يتضمن المحتوى عناصر تشويقية تثير فضول العميل وتدفعه للتعمق في معرفة الماركة والمنتج قصد شراءه.

إطلع على موضوع تعلم طرق نيل رضا الزبون في 13 خطوة + نصيحة bonus للمزيد من الفائدة.

2- المدونة أو Blog

يقصد بهذه الألية إنشاء صفحة أو حساب رسمي خاص بالعلامة التجارية يقدم فيها المحتوى للجمهور وينتج فيها، وهذه الطريقة الصحيحة للتسويق. قم بكتابة محتوى جيد عن الماركة وعن المجالات المرتبطة بها ومختلف الأنشطة التي تقوم بها.

بهذه الطريقة تقوم بتوظيف التسويق المؤسساتي في التسويق للعلامة التجارية. كما تعمل هذه الاستراتيجية على تطويره وتنميته، كما تبين للجمهور بان علامتك التجارية مرجع في المجال الذي تنشط فيه وإن عملك مميز وفريد عن الباقي.

ويمكن تضمين الصفحة أو الموقع منشورات أو مقالات تبرز فيها مميزات الماركة الخاصة بك والخدمات التي تقدمها للجمهور. بهذه الطريقة يتعرف عليها الجمهور بشكل اعمق وأدق.

قم بالبحث واكتب نصا جيدا مبهرا وملفتا وفريد جدا بطريقة تجعل الجمهور ينبهر بالعلامة التجارية قبل ان يقوم بتجربة منتجاتها وبشكل يجذبه للتعرف على الماركة اكثر. ولا تنسى ذكر جميع الجوانب الخاصة بتجارتك وعلى ما تركز ولا تقتصر على ذكر المنتج أو الخدمة، لكن كل ما يتعلق بالعمل التجاري الخاص بك.

3- صور واعد فيديو للماركة

تعتمد جميع الأعمال التجارية المنتشرة اليوم على تقديم الفيديوهات الخاصة في جميع المجالات. تستعمل في الحملات التسويقية والدعايات لكون الفيديوهات المرئية أكثر فعالية والجمهور يثق اكثر بما يراه ويسمعه. يمكن لهذه التقنية ان تساعدك في تحقيق النجاح الذي تطمح إليه عبر تقديم هدية مرئية للجمهور.

تلعب الحملات الدعائية عبر استخدام تقنيات الفيديو دورا مهما في إشهار العلامة التجارية في السوق، ورواد الأعمال يعتمدونها في توصيل منتجاتهم لأكبر عدد من الجماهير. وكذا فهي المفضلة لديهم لأنها تكسب انتباههم خاصة إذا تم توظيفها بطريقة جيدة ومميزة.

فهي ترفع حضضوهم في الحصول على عملاء جدد والرفع من نسبة المبيعات بطريقة سريعة وفعالة.

وقد أثبتت مجموعة من البحوث والدراسات أن تقنية الفيديو في الدعايات مفيدة جدا وتحقق نسبة نجاح مرتفعة في السوق.

مثلا الدراسة التي أنجزتها شركة Animoto والتي خلصت إلى ان حوالي 75.6% من رواد الأعمال المبتدئين والشركات الصغرى يفضلون اعتماد أسلوب الترويج لمنتجاتهم وعلامتها التجارية باستخدام تقنيات الفيديو لما تحققه من فوائد للشركة.

كما نلاحظ فهذه الدراسة خصت بالذكر الشركات الصغرى أي ان الفكرة التي كانت سائدة قبلا في هذا المجال. والتي تقول بأن هذه الاستراتيجية تحتاج لمبالغ مالية كبيرة وليس بإمكان الشركات الصغرى استغلالها كانت فكرة خاطئة تماما.

حيث تعتبر تقنية في متناول الجميع إضافة إلى أنها أحيانا لا تتطلب سواء استثمارات صغيرة جدا وتنجح بشكل كبير في الترويج والتسويق.

إضافة إلى تفضيل عدد كبير من الشركات واعتماد لاستراتيجية الترويج والتسويق عبر الفيديو فهي أيضا تعود بالكثير من المنافع على الشركات.

وفق دراسة أنجزتها شركة Wyzowl فتوظيف التقنيات السمعية البصرية في الميدان التجاري خاصة في التسويق والترويج يرفع من نسبة العملاء والزبناء المحتملين إلى أكثر من 66% بالمقارنة مع شركات لا تعتمد هذه الاستراتيجية.

وهذا يؤكد بان من الضروري اللجوء لتقنيات التسويقية السمعية البصرية عندما توظف التسويق المؤسساتي في عملك التجاري، ولابد من استخدامها لضمان نتائج جيدة.

السؤال الملح الآن كيف يمكننا توظيف تقنيات الفيديو في الاستراتيجيات الخاصة بالتسويق المؤسسي؟

كيف توظف الفيديو في التسويق المؤسساتي؟

للحصول على نتائج جيدة في هذا الخصوص إليك بعض مظاهر توظيف محتويات الفيديو في التسويق المؤسسي:

1- إنجاز فيديو مشجع للشركة

هذه الطريقة تعتمد على توظيف شخص له مكانته في الشركة وكذا يفرض نفسه في السوق التجارية الخاصة بمجال الاشتغال ويقوم بإعداد وتقديم فيديو توضيحي يقدم فيه الشركة والعلامة التجارية.

كما يقدم توضيحات عن المنتجات التي تعرضها الشركة والخدمات التي تسوقها للمستهلكين. بالإضافة لمجموعة من المعلومات والمعطيات التي قد يرغب الجمهور بتوفرها في العلامة التجارية والمنتج. هذا الفيديو سيلعب بشكل إيجابي في التسويق للشركة.

يقوم بهذه المهمة في الغالب رواد الأعمال الكبرى وأصحاب الشركات والعلامات التجارية المعروفة والمشهورة. حيث يعتبرون مرجعا في مجالهم، بالإضافة إلى درايتهم بعلامتهم التجارية ومعرفتهم لأدق التفاصيل عن منتجاتهم وخدماتهم، والمبادئ التي يؤسسون لها في ماركتهم.

لعل أبرز مثال هو بيل غيتس والذي شاهدناه في مجموعة من الفيديوهات الترويجية لشركته. ويتكلف بتقديم آخر الإصدارات من منتجاته بنفسه في فيديوهات على مختلف قنوات التواصل الاجتماعية.

هذا لا يعني إقصاء العاملين والموظفين المبتكرين في الشركة. فهم أيضا لديهم لمستهم الخاصة وطرقهم الإبداعية. فهم أيضا لهم دورهم في تميز الشركة وتفرد منتجاتها و بإمكانهم إعداد فيديوهات ترويجية مبهرة جدا ولافتة. كما أنهم يثيرون حماس الجمهور بشكل كبير وتعاطفهم.

ولا يمكن أن نغفل دور الطرف الأخر من العملية التسويقية وهو العميل أو الجمهور. فبدوره يمكنه المشاركة في إنجاز فيديوهات إعلانية عن علامة تجارية ومنتج معين أو خدمة معينة.

تعيين الجمهور في فيديو ترويجي لمنتج معين يعكس قيمته بالنسبة للشركة وللعلامة التجارية. وكذا يشدد على أهمية العميل كطرف مهم في عملية التسويق وأنه الحاكم الأول والأخير في إنجاح منتج أو علامة تجارية في السوق.

2- الفيديوهات على شكل سؤال وجواب

تعتبر تقنية فيديو ترويجي على شكل سؤال وجواب من التقنيات الرائجة والتي تساهم في انتشار واسع للماركة والمنتجات في السوق. وتحقيق عائدات مهمة للشركة، ومن الأحسن عدم إهمال هذه الطريقة وتوظيفها في عملك التجاري.

تعتبر هذه الاستراتيجية محكمة وخفيفة على الجمهور، ويحصلون من خلالها على المعلومات التي يريدونها بطريقة سريعة ودون لف.

كما ان هذه الطريقة تعزز موقع الشركة في السوق. وتزيد من نسبة تفاعل الجمهور وكذا إعطاء معان أوضح عن الشركة ودورها في المجتمع.

تكون هذه الأسئلة مركز جدا وفي نفس الوقت تقدم إجابات عن مجموعة من النقط المهمة التي تشغل الجمهور عن سياسات ومبادئ الشركة. والضمانة، ومدة الصلاحية، والأسعار، والمجالات التي تنشط فيها العلامة التجارية. هذه الأسئلة تعطي نظرة شاملة عن الشركة والعلامة التجارية لدى الجمهور.

ولزيادة نجاح هذا النوع من الفيديو من الضروري توظيف شخص لكي يقوم بمهمة تقديم هذه المعلومات. هذا ما يجعل التقنية مميزة وفي الطريق الصحيح كما أنها تحصل على مزيد من الانتباه وتحصد تفاعل عدد أكبر من الأشخاص.

3- فلوق Vlog مؤسسي

يكون هذا النوع من الفيديوهات مفيدا اكثر حيث يقدم تفاصيل أدق عن الشركة والمنتجات عبر مشاركة الحياة اليومية للعلامة التجارية مع الجمهور.

يتضمن الفيديو فلوق الموظفين أثناء إعدادهم لمنتج محدد وطرق القيام بأعمال وخدمات معينة داخل الشركة. كما يقدم فيها الروتين اليومي للشركة وللعاملين فيها، وطريقة قيام فريق عمل محدد بالشركة بنشاط معين أو مهمة معينة داخل أو خارج الشركة.

يتفاعل الجمهور بشكل أكبر مع هذا النوع من الفيديوهات ويشاهدها بكثرة، وبالتالي فهي تساهم في نجاح التسويق المؤسسي بطريقة أكبر.

فالجمهور يحب التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالعلامة التجارية التي يتعامل معها ويحب أن يعرف كل صغيرة وكبيرة عنها. خاصة ما يتعلق بطرق إنتاج المنتج الذي يبتاعونه من الشركة وما وراء الستار والمواد المستعملة في صناعة المنتجات. بهذه الطريقة تكسب الماركة ثقة جمهورها وتزداد فرصها في الحصول على عملاء جدد.

موضوع كيف تجعل علامتك التجارية رائدة في سوق مشبعة بالبزنس؟ من أهم المواضيع القيمة في هذا السياق. ننصح بالإطلاع عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *