براين تشيسكي قصة رجل عبقري

براين تشيسكي مؤسس Airbnb

محتويـات

قبل السفر أو قرار السفر في إجازة أو عطلة يكون الهم الشاغل للبعض هو مكان الإقامة بعد السفر وكيف يقومون بالحجز وأي خيار أحسن، قبل سنة 2008 كانت الاختيارات محدودة جدا وقليلة، فقد كان الاختيار إما شقة مؤجرة أو احد الفنادق المخصصة للاستقبال بجميع درجاتها، وكانت فكرة الهوست لم تلقى إقبالا في ذلك الوقت وأخذت عليه أفكار سيئة، ولم يكن براين تشيسكي معروفا آنذاك كما اليوم.

براين تشيسكي مؤسس Airbnb

“الوجه الجديد للفنادق” للخدمات ما بعد السفر

رغم تواجد خدمة الشقق والفنادق غير أنها لم تكن تلبي حاجيات المسافرين فقد تؤدي إلى تغيير خطط المسافرين في الدقيقة الأخيرة بسبب اكتظاظها أو عدم توفر المكان في الوقت المراد، كم تكلف تكاليف كثيرة وتبدو غالية للمسافرين.

تم التفكير بعد ذلك بالتحديد بعد سنة 2008 في توفير خدمة فعالة تسهل على المسافرين الحصول على أماكن مؤجرة بالمواصفات والمميزات التي يرغب فيها قبل سفره.

لذلك تم إنشاء موقع إير بي إن بي Air Bed and Breakfast – Airbnb أو ما سمي ب”الوجه الجديد للفنادق”.

وصلت خدماته إلى تقديم أكثر من 800 ألف إشهار في 33 مدينة ب 192 دولة في العالم، وأصبح متاحا أكثر وأكثر فعالية واستخدام في خدمات ما بعد السفر.

في المقال الآتي؛ سيتم التطرق لواحد من أبرز الشخصيات الملهمة والناجحة في المجال السياحي والذي ساهم بشكل كبير في تقدم وتطور الخدمات في المجال المذكور. كما ندعوك لقراءة قصة المتحدي لقسوة الظروف الملياردير جاك ما.

براين تشيسكي عانى في سنة 25 من أزمة مالية قوية دفعته إلى ابتكار وإنشاء مؤسسات سياحية تعد الأولى من نوعها حقق من خلالها نجاحا كبيرا و باهرا. فمن هو براين تشيسكي وكيف أثر بشكل كبير في نجاح المجال السياحي؟

ولادة وترعرع براين تشيسكي

أزداد براين تشيسكي في عائلة مكونة من أب بولندي ( روبرت تشيسكي)، وأم إيطالية( ديبورا تشيسكي) وأخت اصغر منه بخمس سنوات( أليسون تشيسكي).

كان والداه يعملان في المجال الاجتماعي، وكان تاريخ مولده  براين تشيسكي في 29 أغسطس 1981، في مدينة نيويورك بالضبط في نيسكايونا.

في سن الطفولة كانت هواية براين تشيسكي الرسم، وقد كان يتقن الرسم رغم أن والده كان يرفض فكرة تشبته بموهبته ولم يكن يحب شغف ابنه بالرسم فيه.

غير انه كان بارعا في تقليد اللوحات الأصلية والصور كما يقوم بتصميم الأحذية والألعاب التي يراها.

المسيرة التعليمية لبراين تشيسكي

كان والده خائفا دائما من هاجس رجوع براين إلى المنزل ليعمل بالقبو لأن امتهان الفن لن يساعده في الحصول على لقمة العيش ولن يستطيع بشهادته في الفن أن يحصل على عمل حقيقي.

فبعد إنهاء شهادته الرئيسية بنيويورك إلى غاية الشهادة الثانوية، توجه براين تشيسكي صوب مدرسة RISD  اختصار لمدرسة رود ايلاند Rhode Island School of Design، مما جعل والده غير راض عن اختياره بعد التخرج.

بالنسبة لمدرسة RISD فهي تعتبر من أعرق وأرقى جامعات الفنون ومن أكثرها تأثيرا في العالم، (يتم نطقها بالأحرف المنفصلة، آر أي إس دي).

تهتم هذه الكلية بالفنون والتصميم Design، ويسمح للدراسة فيها لجميع الطلاب من مختلف أنحاء العالم ويتم فتح الولوج بها بعد اكتمال العدد الإجمالي للطلاب المقدر في ألفين طالب و500 طالب بالدراسات العليا وتوفر 21 تخصصا.

تم تأسيس هذه الكلية سنة 1977 ومازالت أبوابها مفتوحة لجد الحاضر.

الولوج لجامعة رود أيلاند

تم وعد براين تشيسكي من قبل والده بمساعدته في الولوج إلى كلية رود آيلاند لكن وضع شروطا لذلك وقد وفي بوعده فيما بعد وكانت الشروط متمثلة في التمكن من الحصول على تأمين صحي بوظيفة حقيقية.

خلال دراسته بجامعة رود آيلند كان براين تشيسكي يدير فريق الهوكي وكان صديقه جوجيبا مديرا لفريق كرة السلة، وتسلموا مجموعة من الأمور في الجامعة حيث اهتموا بوظائف إدارية فيها.

وقال براين واصفا أعماله في الجامعة بأن العمل في الجامعة كوظيفة التسويق لمنتوج أو لخدمة معينة أي أن محاولة إقناع  طالب في صف الفنون بلعب رياضة جماعية أشبه بإقناع شخص بشراء منتوج أو ابتياع خدمة.

في نهاية المرحلة التعليمية بمدرسة الفنون والتصميم تخرج براين تشيسكي، وقام صديقه جو جيبيا بإلقاء خطاب خلال حفل التخرج، كان صديق براين يقول بأنهما سينشان شركتهما الخاصة في المستقبل.

الحياة المهنية لبراين تشيسكي

قبل فترة الولوج إلى الجامعة قاس براين تشيسكي من البطالة لمدة فهو لم يحصل إلى عمل فور تخرجه، لكن بما يقرب حوالي السنة قبل الجامعة تمكن براين من الحصول على وظيفة أخيرا.

تمكن من الالتحاق بشركة تصميم صغيرة في لوس أنجلوس، وراقه العمل في هذه الشركة كثيرا في البداية، وواصل العمل فيها لمدة قرابة السنة وكان يشغل مصمما للمنتجات ثم أصبح العمل فيها غير مفيد له.

قرر براين تشيسكي الانضمام إلى RISD وكان يؤمن بأن يجب عليه أن يكون واقعيا ويعتقد بضرورة أن يتكيف مع المنزل وظروف العمل أولا ويكون ملائما كذلك.

كما أمن بأنه يتوجب عليه أن يعمل على إنهاء والقيام بجميع واجباته المنزلية، وأن الفن لا يمكنه أن يكون إلا مجرد فن ولم يؤمن ابدا بالفكرة التي طرحت عليه في مدرسة التصميم بأنه يمكن أن يغير العالم.

كما كان براين تشيسكي انتقائي وله ذوق خاص حتى في اختيار الاماكن، فهو لم يعجب البتة بمدينة لوس انجلس وبشكل تصميم بناياتها، لكنه بالمقابل راقته سان فرنسيسكو وأحب شكلها وذلك خلال ذهابه لرؤية صديق “جو” الذي يقيم فيها.

قارن بين المدينتين من ناحية فئات الأشخاص الموجودين فيهما، حيث عبر عن رأيه بخصوص لوس أنجلس بأنها مدينة ملئ بأناس منتجين فقط ويعملون في نشر بطاقات عملهم، في حين أن سان فرنسيسكو تعج برواد الاعمال وهذا بالضبط ما أعجبه بها.

رحيل براين تشيسكي وبداية الضائقة المالية

بدأت فكرة الرحيل من لوس انجلس تدور في ذهن براين تشيسكي في اتجاه مدينة سان فرنسيسكو، وبدأ في التخطيط لهذه الخطوة والتي أمن بأنها الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح نحو تغيير حلمه.

كانت ما زالت فكرة إنشاء شركة برفقة صديقه جو فكرة راسخة في ذهنه ويرغب في العمل على تحقيقها لم توضح بعد ملامح المشروع لكنه كان مصمما عليه وهذا ما دفعه إلى اللحاق بصديقه إلى سان فرانسيسكو.

كان براين يسكن في شقة مع ثلاث أصدقاء قدموا من مدنهم للسكن في لوس أنجلوس، وبعد أن أخبر شركائه في السكن الذي يؤجرون رفقته شقة بأنه قرر الرحيل من الشقة ومن المدينة، جمع براين أمتعته وقرر الرحيل إلى سان فرانسيسكو.

بدأت أزمة براين فور علمه بقيمة كراء الشقة التي كان ينوون العيش فيها والتي تبلغ 1150 دولارا، تحتوي على ثلاث غرف نوم في حين أن جل ما يملكه براين تشيسكي في حسابه البنكي كان 1000 دولار فقط، وهذا ما وضعه في ضائقة مالية لم يضرب لها حساب.

الأزمة وبداية التفكير في فكرة Airbnb

حضر براين وصديقه المؤتمر، الذي نظم في مدينة سان فرانسيسكو الذي كان يتمحور حول فن التصميم وذلك نهاية الأسبوع، بالنسبة للمؤتمر فهو الحدث الأساسي في سان فرنسيسكو و يدعى ب IDSA.

توجه الصديقين إلى المؤتمر وكانت نيتهما وهدفهما الاساسي العثور على مصممين ومبدعين ومستثمرين ليشاركوا في الشركة التي يعتزمان تأسيسها.

قرر براين تشيسكي وصديقه بتنفيذ فكرة تقوم على استقبال ضيوف المؤتمر في شقتهما لأن مساحتها تسمح بذلك بسرير وفطور، بعد أن قاما بفحص الفنادق المخصصة لهذه الخدمة وتأكدا من امتلائها بالكامل ولم يعد مكان للحجز فيها.

مشروع ” سرير هوائي وفطور”

تم اعتماد أسم مثير للمشروع الذي أطلقه الصديقان وكان هو “سرير هوائي وفطور”، وكانت وراء هذه التسمية مجموعة من الأسباب وهي أن الشقة التي كان يسكنان بها لا تتوفر على أثاث أولا لدى كان من الواجب تدبر حل للحصول على مستأجرين رغم أن الشقة كان متسعة.

كما اكتشفا ثانيا في ما بعد أنهما لا يمكنهما تحمل مصاريف الإفطار، وهنا فكر “جو” في امتلاكه  ثلاث أسرة هوائية Air beds، والتي كانت مخصصة للتخييم وتم استعمالهما في تأجير الشقة، ومن هنا جاءت فكرة شركة Airbnb.

باشر براين تشيسكي وصديقه جو في تنفيذ فكرتهما وأنشأ موقعا خاصا بالشركة كما عملا على استخدام منتجات مؤسسة Pop Tarts لتوفير إفطار مناسب لزبناءهما وكان هذا فقط بعد ثلاث أيام من ظهور الفكرة.

قام براين في هذا الوقت بالاتصال بوالدته ليعلمها بأحواله وبالعمل الذي أنجزه، وأخبرته بأنه خسر وظيفته وتأمينه الصحي وهذا دفعه لمثل هذه الفكرة لكي يستطيع توفير المال لتسديد كراء الشقة.

لكن براين أكد لوالدته أن هذا ليس صحيحا وأنه لا يفعل ذلك مقابل الإيجار فقط.

في البداية تم الحجز من طرف ثلاث زبناء وكانوا أول زبناء براين وصديقه، بعد أن قاما بالترويج لموقعهما وللمؤتمر كذلك عبر إرسال رسائل من خلال البريد الإلكتروني.

كانت هذه بداية نضوج الفكرة وخروجها للواقع وقد تميز الموقع الذي قاما بإنشائه بالبساطة الكبيرة لكنه كان فعالا نوعا ما.

 أول ثلاث زبناء لشركة براين تشيسكي

في ما يخص المستأجرين أو الزبناء الثلاث الأوائل لشركة Airbnb، فقد كان كل واحد منهم من منطقة مختلفة ودو مزاج مغاير عن الاخرين، فقد كانت هناك إمرأة وأب لخمسة أطفال قدم من ولاية يوتاه، والآخر كان زائرا من الهند.

تمكن براين من خلال فكرتهما من تكوين صداقات مع عملائهما الأوائل واعتبرا الفكرة مؤسسة على المساعدة في سداد ثمن الإيجار رغم كونها فكرة لم تبلغ الحد المسموح من الجدية بعد لكنها فعالة شيئا ما لحد ذلك الوقت.

بعد ذلك قرر براين تشيسكي وجوب القيام بإنشاء موقع إلكتروني أقوى وأكثر فعالية، بهذا الخصوص وطلب المساعدة من صديقته لتعرفه بمهندس جيد.

فوجدا صديقة جو وشريكته في السكن في أيام الجامعة وتدعى «نيت”، والتي تخرجت من جامعة هارفارد تخصص علوم الحاسب، وطلبا مساعدته في إنشاء الموقع بعد أن اصبحت الفكرة مبهمة مرة أخرى بعد مغادرة العملاء الثلاث.

كان براين  تشيسكي جاهلا تماما بواد السيليكون Silicon Valley، ولم يكن يعرفه البتة، فضلا على أنه لم يكن على دراية بأشهر المدونات على الأنترنيت أنداك والمعروفة ب  TechCrunch و Mashable وكان يجهل بوجودها.

 قصة شركة Airbnb
شركة Airbnb

تمويل Airbnb

أول إشكال يعترض كل مبتدئ ومقبل على مشروع معين هو المصدر الذي من خلاله سيتمكن من تمويل مشروعه وإخراجه إلى الواقع، وكان براين تشيسكي يعاني من نفقات الإيجار الذي يبلغ 1150 دولار فقط، فما بال تمويل مشروع Airbnb، زيادة على جهله بميدان الأعمال ومجال الاستثمارات.

قرر براين تشيسكي طلب مساعدة من أصحاب المجال  فالتقى ب” مايكل سيبل” والذي كأن ينتمي إلى ما يسمى في مجال الاعمال بيزنس” الملائكة الممكن مقابلتهم”.

تكون مهمتهم تنظيم لقاءات ومواعيد للعشاء لاستقطاب اصحاب وحاملي الافكار والمشاريع قصد مناقشتها ويتم عرض المساعدات المالية على اصحاب الافكار النيرة والناجحة في المستقبل، وكان هذا هو مجرى الأعمال أنداك وسيرها وكان يستعان بهذه الفئة في كثير من الأحيان.

لقاء براين بالملائكة الممكن مقابلتهم

تم التقاء براين تشيسكي ب مايكل سيبل في فندق يسمى كان سيبل والذي كان عميلا به، التقاه في غرفته وهو يشاهد عرضا تلفزيونيا عن جون ويلكس بوث على قناة History على التلفاز بلباس النوم وجالسا على سريره.

يهدف اللقاء بين الملائكة الممكن مقابلتهم بالأساس إلى البحث عن مستثمرين وممولين للمشاريع التي مازالت في بدايتها.

بالفعل بعد اللقاء الذي تم بين براين وسيبل قام سيبل ببعث رسائل إلكترونية لحوالي 12 مستثمر من الذين اعتقد أنهم سيكونون مهتمين بالاستثمار في مشروع براين تشيسكي Airbnb.

لكن للأسف لم يجب على رسائله إلا 8 أشخاص وأفادت رسائل أغلبيتهم بأنهم ليسوا مهتمين بتمويل مثل هذا النوع من المشاريع.

وبعده تعرض براين لسلسلة من الرفض ولم يهتم أحد بفكرة مشروعه لدرجة أن البعض اعتبرها هراء بعض أن قام براين بعرضها عليه، وكانت قلة قليلة من الذين أبدو القليل من الاهتمام تجاه فكرة المشروع.

كان مشروع براين أو فكرة مشروعه تفتقد لمجموعة من الأليات والنقط المهمة والتي يهتم بها المستثمرين وتجعلهم يقتنعون بالمشروع المقبلين على الاستثمار فيه، وعدم توفر براين على المعلومات الكافية تجعلهم ينفرون من المشروع.

مثل حجم السوق الذي كانت فكرته مجرد توقع من براين تشيسكي، بالإضافة إلى توفر فريق تقني متخصص ومجموعة من التفاصيل المهمة.

التفوق وتجاوز الأزمات والصعوبات

في الأخير لجأ براين وجو إلى اعتماد فكرة بطاقات الائتمان بعد معاناة مع الرفض والافتقار إلى المال الذي استمر ثمانية أشهر، قررا تمويل مشروعهما عن طريق المال الشخصي.

عمل براين على الحصول على بطاقته الائتمانية الأولى  والتي بلغت 5000 دولار كحد أقصى، ونفس الشيء عمد إلى فعله صديقه جو.

بعد نفادها يتحصلون على بطائق أخرى وهكذا بدأوا في تمويل مشروعهم ذاتيا، حتى كونوا كومة من بطائق الائتمان والتي يحرصون على الاحتفاظ بها بعد انقضاء رصيدها.

كان هذا الأمر بمثابة مخالفات قانونية وعقابها السجن، وكان يعرفان تماما ماذا يفعلان وأنهما يخرقان القانون عنوة.

لكن وصول تلك الديون إلى 40 ألف دولار سرقت النوم من عيني براين تشيسكي وتملكه الأرق لكن كان يهدئ نفسه بفكرة أن ما يفعله من أجل بقاء مشروعه على قيد الحياة وأنها في الأخير فكرة عبقرية.

تفاقمت المشاكل وتأزمت أوضاع براين تشيسكي أكثر من الأول، إلى غاية صيف 2008، في هذا العام بالضبط تم تنظيم المؤتمر الوطني الديموقراطي لباراك أوباما.

وأثناء متابعتهما للمؤتمر على التلفاز لاحظا أن مكان المؤتمر الذي كانت سعته نحو 20 ألف فرد أصبح ملعبا كبيرا ويتسع لأكثر من 80 ألف فرد، وهذا ما دفع براين للتساؤل عن مكان إقامة كل هؤلاء الحشود بعدم شاهدة الأخبار تتحدث عن أزمة السكن والإقامة الخانقة التي تشهدها المنطقة.

في البداية طرح براين تشيسكي فكر أرسال رسالة لقناة تلفزيه مفاده أن Airbnb ستتكلف بأماكن إقامة هؤلاء الاشخاص لكن بعد ذلك نفد فكرة أذكى وبالتدريج قاما بالتسويق لموقعهما عبر الأنترنيت والمواقع الإلكترونيةُ.

ثم بعد ذلك روجوا لفكرتهم عبر المدونات الكبيرة والمشهورة ثم Denver Post و Rocky Mountain News وفي النهاية قناة NBCالتي وصلها الخبر وقامت ببثه.

لم تسر الأمور كما المخطط لها من طرف براين ولا كما تصورها وأستمر الحال على طبيعته لما يقارب الاسبوعين، إلى غاية 11 أغسطس والذي كتبت مدونة TechCrunch لأول مرة عن Airbnb، كما أنهما كان على اتصال دائم بمجلة نيويورك تايمز.

سداد الديون

فيما بعد أتت التعليقات المكتوبة عن الموضوع في مدونة TechCrunch سلبية وغير مشجعة ابدا، فهناك من عبر عن تدني مستوى المدونة بسبب كتابتها وتطرقها لمواضيع تافهة.

كما أن البعض عبر عن صعوبة تنفيد الفكرة وأن ليست فعالة كما صرح آخرون استحالة تنفيد الخطة ونجاحها معدوم.

الانتقادات والعراقيل التي واجهها براين تشيسكي

واجه براين تشيسكي مجموعة كبير من الانتقادات والعراقيل لكنها لم تحد من عزيمته أبدا ولم تجعله يتخلى عن فكرته، لكن العكس فقد زادته إصرارا وتحديا، وبعد هذا قام بمحاولة أخرى لصنع شيء مميز للمؤتمر يساهم في استقطاب الحاضرين للمؤتمر.

فكرة براين تشيسكي هذه المرة تقوم على تصميم اشكال مجسمة صغيرة من حبوب الإفطار على شكل الشخصيات المهمة والحدث في المؤتمر كالمرشحين باراك أوباما وجون ماكين.

كانت تكلفة هذه الحبوب غالية بعض الشيء ما دفعه لاعتماد حبوب عادية وطلب مساعدة أحد زملائه في التصميم بمدرسة رود ايلاند كانت لديه مطبعة خاصة مما نقص من مصاريف الحبوب قليلا.

من خلال تنفيد هذه الفكرة تم تسديد جميع الديون المتعلقة ب Airbnb، بعد أن تم تصنيع جميع العلب قاما ببعثها بالبريد الإلكتروني إلى الصحافة والتي أشهرت الفكرة ومن خلالها تم بيع جميع العلب المحتوية على تصميم أوباما وبعض العلب المحتوية على تصميم ماكين.

في النهاية تم التحصيل على مبلغ مالي إجمالي قدر في 40 دولارا للصندوق الواحد، ووصلت الأرباح إلى ما يقارب 30 ألف دولار مما أخرج Airbnb من ضائقتها المالية، ثم وصل براين إلى معرفة ان فكرته تباع ب500 دولار للصندوق في مواقع إلكترونية اخرى.

إستمرار المعاناة

رغم كل هذا العمل ما زال براين لحد ذلك الوقت يعاني من الإفلاس التام، وأفكاره الخاصة بمشروعه كلها باءت بالفشل في كل مرة وأصبح يعاني أيضا من مشاكل صحية بسبب سوء التغذية.

فهو لم يكن يملك المال لشراء الأكل ولم يكن يتناول سوى الحبوب التي صممها والتي لم تبع له في ذلك الوقت، والتي تحمل تصميم اكين لكنه كان يتناولها بدون حليب لافتقاره لثمن شرائه، فقد براين خلال ذلك العالم نحو 10 كيلوغرامات وتدهورت صحته بشكل ملحوظ.

محاولة أخرى ناجحة

بقي براين على حاله تلك مدة معينة، ثم قدم إليهم مايكل سيبل ليعلم براين تشيسكي وصديقه جو بأنهما يجب عليهما القيام  بخطوة أخرى نحو تحقيق مشروعهما، ونصحهما بالمشاركة في العرض الذي تقدمه Y-Combinator المتخصصة في تمويل الشركات التي لا تزال في بداياتها في يناير المقبل.

بعد محاولات كثيرة حثيثة نجح براين تشيسكي بالحصول على مقابلة مع مسؤول في Y-Combinator فضلا عن ذلك تمكنا من إقناعه بفكرتهما والاستثمار في مشروع Airbnb.

رغم ان مؤسسة Y-Combinator كانت ما تزال في بداياتها ولم تبلغ تلك الشهرة المطلوبة بعد، رغم تردد براين وجو في الأول بعد إخفاقاتهما مع ما يسمى بالملائكة في الأول.

لم تدم المقابلة مع المسؤول في Y-Combinator  “بول غراهام ” سوى 10 دقائق، ولم تكن تسير في المنحى الجيد أبدا.

كان براين تشيسكي و جم برفقة نيت، حاولوا بشتى الطرق تغيير مسار المقابلة بمعرفتهم بالأسواق وقوانينه ومبادئه، وكيفية سير الأمور لكن الأمر لم ينجح معه.

بعد انتهاء المقابلة مع أبراهام هم جو إلى إخراج حبوب الإفطار المتبقية من حقيبته، وأخذ يتناولها وبالنسبة لبول جراهام فقد كانت فكرة تسويقية عبقرية تتجلى في بيع حبوب لا تتعدى قيمتها 4 دولارات للناس بمبلغ 40 دولارا.

فهم يتمتعون بقدرة كبيرة على الإقناع بالتأكيد، ويمكنهم أيضا النجاح في إقناع الاشخاص بالنوم على اسرة هوائية في منازل أناس آخرين الأمر الذي أذهل بول جراهام وتسأل كيف أمكنهم النجاح في ذلك.

انعدام التغطية كادت أن تودي بحياة المشروع

اتفقا بران تشيسكي وجو مع بول جراهام على النقطة الاساسية والمتمثلة في مكالمة هاتفية سيقوم بول في حالة تم الإقرار بتمويل مشروعهما من طرف الشركة، هذه المكالمة إن لم يتم الرد عليها سيتم المرور إلى المشارك  المستثمر بعدهما وتجاوز مشروعهما Airbnb .

لم يمضي وقت طويل  وتم الاتصال من طرف بول جراهام لكن لسوء الحظ لم تكن شبكة التغطية متوفرة بالشكل اللازم في طريق العودة من وادي السيليكون، وأدت إلى انفصال الخط عن خدمة  الهاتف ولم يجرى المكالمة بالطريقة اللازمة.

بعد انقطاع المكالمة أصيب جون وبراين تشيسكي بنوبة هلع وخوف جعلهما يسرعا في القيادة وصولا إلى سان فرنسيسكو وقاما فورا بمعاودة الاتصال ببول جراهام ليعلمها بأن شركة Y-Combinator أخدت قرارا يفيد بتمويل مشروع شركتهما.

بعد هذه المكالمة شعرا براين وجو بالحيرة وتسألا فيما كانت هناك خيارات أخرى والواضح أنه الخيار الوحيد وعليهما قبوله، وتمكنا من الحصول على استثمار في مشروعهما من طرف شركة Y-Combinatorوالتي كانت الخيار الوحيد والأمثل.

خاتمة

في النهاية خلص براين في حديثه مع صديقه جو بانهم مجرد أناس عاديون كانوا واثقون من انفسهم متشبثون بأحلامهم وعازمون على تحقيقها ومؤمنون بقدراتهم على ذلك.

وكانوا يبحثون عن توفير أموال تكفيهم لإعالة أنفسهم فقط، وأن مشروع Airbnb كان فكرة مبهمة غير مبينة الملامح لكن استمروا في إظهارها إلى غاية النهاية بشكل تدريجي، لكنهما بالتأكيد براين تشيسكي وجو شخصيتين ملهمتين ومثابريتين  واستطاعا النجاح وتحديا العراقيل والصعوبات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *