هنري فورد أسطورة صناعة السيارات

هنري فورد رائد صناعة السيارات

محتويـات

يعرف مجال صناعة السيارات وتطويره كغيره من المجالات تطورا وازدهارا بوتيرة سريعة جدا، كما أنه مجال تنافسي بالدرجة الأولى. في الماضي لم يكن تداول السيارات بالشكل الذي تشهده هذه الأيام، فقد كانت السيارات في ذلك الوقت مقتصرة على العربات ذاتية الدفع خلال القرن التاسع عشر. في بداية انتشار السيارات لم يكن باستطاعة كل طبقات المجتمع اقتناءها  فقد كان تميز الطبقة الغنية والثرية، لكن توقفت هذه الظاهرة بمجرد بروز هنري فورد Henry Ford في مجال السيارات.

هنري فورد وتوسع رقعة انتشار السيارات

ساهم تأسيس هنري فورد Henry Ford لشركة فورد في وقوع تغير ملحوظ وقفزة نوعية في مجال استعمال السيارات، فقد اتيحت كذلك للطبقة المتوسطة بعد أن كانت مقتصرة على الطبقة الغنية.

كما انه ساهم بشكل كبير في ازدها وارتفاع الاقتصاد الأمريكي في ذلك الوقت ونموه. فمن هو هنري فورد؟ وكيف قام هنري فورد بإحداث الطفرة في مجال استعمال السيارات؟

كيف استطاع هنري فورد النجاح

ازداد هنري فورد في تاريخ 30 يوليوز 196، في ولاية ميشيغان الأمريكية وظهر اهتمامه بمجال الصناعات العامة منذ سن مبكرة، لكن بحكم الظروف العائلية التي كان يعيشها فقد كان يمتهن الزراعة رفقة والده  وكان يساعده في الأعمال المتعلقة بالزراعية في المزرعة التي كانوا يسكنون فيها.

بدا هنري فورد يبرز في الصناعة بعد أن قام بإصلاح ساعة يدوية بعد تفكيكها وقام بتجميعها مرة أخرة وهو لا يزال ابن السن الثالثة عشر، وكانت هدية من والد مما جعله يصبح مشهورا بعد ذلك بين الجيران والأصدقاء وبدأ في تصليح الساعات لهم.

قام هنري بمغادرة المزرعة والعمل مع والده بالزراعة متجها إلى منطقة ديترويت بعد بلوغه سن السادسة عشر.

اشتغل هنري في مجال الميكانيك كمتدرب في ميدان صناعة السفن، فاكتسب خلال هذا العمل مجموعة من التقنيات المتعلقة ب صيانة وتركيب المحركات البخارية، فضلا عن تشغيلها.

وازى هنري فورد بين تعلم الميكانيك وتعلم المحاسبة كذلك مما مكنه من تعلم مجموعة من التقنيات والمهارات المتعلقة بالمجالين في نفس الوقت.

الاجتماع بأديسون وظهور فورد للمرة الأولى

بعد أن تزوج هنري فورد Henry Ford من كلارا بريانت عاد للعمل بالمجال الزراعي رغم أنه لا يرغب بالعمل به فقط  تقبل الفطرة للاهتمام وإعالة  زوجته وذلك سنة 1888.

عمل هنري في المجال الزراعي لمدة وصلت إلى ثلاث سنوات بعد ذلك التقائه بأديسون والذي وظفه في شركته المتخصصة في الإنارة وعمل مهندسا بها. بعد علمين من التحاقه بالشركة المذكورة تمت ترقيته ليصبح رئيسا للمهندسين بالشركة.

أبتدات قصة نجاح وبزوغ هنري فورد بعد التقائه بالمخترع الشهير للإنارة توماس أديسون بعد أن عرض عليه هنري فكرته  المتمحورة حول تطوير العربة ذاتية الدفع.

لاقت الفكرة استحسانا من طرف أديسون وأبدى إعجابه بالفكرة وشجعه على الاستمرار وعدم التوقف عن الابتكار بحث سبل إنجاحه في الواقع.

في 1896 صنعت أول عربة تعمل بأربع عجلات وذاتية الدفع، لكن الخطأ الوحيد الذي كان فيها هو أنها لا يمكنها العودة إلى الخلف، وأطلق على هذه العربة “Ford Quadricycle”.

تأسيس ديترويت أوتومبيل كومباني

قام هنري فورد بتأسيس شركة خاصة به تعنى ببيع اختراعاته وأسماها “ديترويت أوتومبيل كومباني”، بعد ان كان يبيعها ب 200 دولار للاختراع، كما أن النسخة الأولى من اختراعه تم تمويلها وإنتاجها من قبل مجموعة من المستثمرين بعد أن عرضوا فكرة التمويل عليه.

لم تستمر شركة هنري طويلا وانتهت بخروجه وانسحابه منها، وقد كان يملك فيها مجرد 15 بالمائة وأنسحب بسبب الضغط الذي كان يمارسه المستثمرون عليه بشأن تسريع عجلة الإنتاج، لكن الامر كان يعد مستحيلا في ذلك الوقت بسبب تعدد المستثمرين بالشركة.

وقد قال هنري فورد في هذا الصدد مثالا يفيد بأن الحياة لا تمشي دائما وفق إرادة الشخص بل عكسها أحيانا، وشبهها بطريقة إقلاع الطائرة الذي يكون دائما عكس إتجاره الرياح.

سن 38 وانطلاق شركة فورد

تواصلت محاولات هنري فورد Henry Ford في تطوير السيارة ولم يتوقف طموحه في الحصول على النموذج الذي يحلم به والسيارة التي يريدها، بعد طرده من الشركة ووصفه بأنه شخص صعب الميراث وتزعزع ثقة المستثمرين بقدراته. زيادة على فشل شركته “ديترويت اوتوموبيل كمباني”، رسم بين عينه هدفا واضحا عمل بجهد ليصل إليه.

وصل هنري في الأخير إلى ابتكار نموذج لفورد أكثر تطورا من النموذج الأول بمحرك سعته 26 حصان، لكنه واجه صعوبة في تمويل مشروعه واحتاج إلى المال للإعلان عن شركته النسخة الجديدة والأصلية.

احتاج في ذلك أيضت إلى استرجاع ثقة المستثمرين به، ولهذا السبب شارك هنري فورد في سباق ضد بطل العالم في سباق السيارات في ذلك الوقت واستطاع كسب السباق والتغلب على منافسه، بالتالي نجح هنري في كسب المستثمرين مرة أخرى لتمويل مشروعه.

في عام 1903 تمكن فورد من إنشاء شركته الخاصة بصناعة السيارات أطلق عليها اسم “فورد للسيارات”، بمبلغ مالي قدر في 28 الف دولار قام بتجميعها من طرف 12 مستثمر وحصل عليها نقد بعد أن وثقوا فيه وفي قدراته.

نجاح هنري فورد في تحقيق حلمه

بعد هذا توالت نجاحات و إنجازات هنري في مجال صناعات السيارات و اكتسح العالم كما تطورت اختراعاته تدريجيا.

في سنة 1908 تمكنت شركة فورد من صناعة أول نوع من سيارات الفورد أطلقت عليه اسم”A” 1903 ، ثم أتى بعده  موديل “N” ثم موديل  “T”، والذي وصل إلى تحقيق أرباح طائلة ومبهرة جعلها تسيطر على السوق الأمريكية سنة 1918.

تميز هذا الموديل بكونه متاحا لمجموعة من فئات المجتمع بسبب تكلفته القليلة حوالي 850 دولار، والتي اعتبرت نصف الثمن الذي يقدره المنافسين. تم أستمرت الشركة في الرفع من نسبة أرباحها للسنوات التالية بعد أن اصبحت رائدة في مجال صناعة السيارات.

العمل بخطة إنشاء خطوط التجميع

كانت خطة العمل وفق خطوط التجمع خطوة ذكية من طرف فورد وسجلت قفزة نوعية في الرفع من نسبة السيارات المنتجة خلال اليوم من ثلاث سيارات أي 20 سيارة كل في ستة اشهر إلى 25سيارة في اليوم.

هذا كان يعتبر معدلا مذهلا ورقما قياسيا أنداك، من خلاله تحققت مكاسب مادية مهمة بالنسبة للشركة، وشكلت الخطة التي نهجها ثورة حقيقة كبيرة في تاريخ صناعة السيارات.

كان جوهرها التطور والتقدم نحو الافضل وفي وقت قياسي، من خلال ابتكار أسلوب العمل وفق خطوط التجمع وتنفيذه، والتي كانت الأولى من نوعها في شركة هنري فورد Henry Ford.

اهتمام هنري فورد باليد العاملة من بين أسس  نجاح شركته

بجانب الناحية الاقتصادية ونجاحه فيها كان فورد أيضا يهتم بالناحية التجارية أيضا، حيث قام بابتكار نهج ونظم للتعامل مع الموظفين وتحفيزهم على العمل.

من أهم التحفيزات التي خصصها هنري لموظفي شركته؛ مبلغ 5 دولارات في اليوم الواحد لكل موظفي شركته، وهذا راتب مستمر وثابت.

فضلا عن تخصبص نسبة من أرباح الشركة لكل 6 اشهر للموظفين الذين لا يمارسون إحدى العادات السيئة والغير صحية كالمقامرة وتعاطي المخدرات والكحول وما جاورها. خصص هنري في الشركة لهذا الغرض قسم الشؤون الاجتماعية والذي كان مكلفا بتتبع حالات الموظفين.

الاستقالة من المنصب

بعد سلسلة النجاحات التي حققتها شركة فورد وفي سنة 1918، قرر هنري الانسحاب من الشركة تاركا الإدارة وزمام الامور لابنه إدسل فورد، والذي واصل النجاح في ظل العقبات والازمات التي واجهت الشركة من بعد.

صلة هنري فورد باليهود وعلاقته بهتلر

كان فورد ابنا لعائلة مسيحية والتي تتبنى المذهب البروتستانتي، لكنه غير ديانته لليهودية في ما بعد.

رغم كونه معاديا للفكر الصهيوني وللأفعال التي يقومون بها، وقال عنها بأن من أكبر المشاكل التي تهدد الاستقرار والامن العالمي، وقد أدرج في كتابه “اليهودي العالمي – المشكلة العالمية الأولى“ وتطرق فيه لهذا الإشكال.

كان هنري من بين الاشخاص المنددين بخطورة الحرب وداعيا للسلام ولإقامة مبادرات للسلام في العالم.

احتوى كتابه مجموعة من الرؤى والافكار بخصوص القضية الصهيونية، والتي تفيد بأن الصهاينة يقومون بافتعال الحروب لكي يستفيدوا منها بطرقهم الخاصة.

سبب الكتاب الذي قام فورد بتأليفه، في إشعال نيران الحقد والانتقام في صفوف اليهود والمؤيدين للصهيونية، وانقسمت الآراء إلى معارضين ومؤيدين. كما أدى إلى نشوب حرب على هنري فورد من قبل اليهود ومؤيدي الفكر الصهيوني في أمريكا، والتي قام خلالها اليهود بتزوير إمضاء الاعتذار في الكتاب ثم انتهت الحرب.

كتب هتلر في كتابه كفاحي إشادات وصفات إيجابية مهمة على شخصية هنري فورد، كما أنه كان الشخص الوحيد الذي أعجب به أدولف هتلر في أمريكا. فقد كان هو الأخر ضد الحركة الصهيونية أنداك وأمر بقتلهم وكان السبب في المجازر اليهودية الشهيرة.

نهاية ووفاة هنري فورد

انتهت حياة و مسيرة اسطورة صناعة السيارات فورد في مقاطعة ديربورن في ميش، بعد ان تعرض لنزيف دماغي حاد وذلك في تاريخ 7 ابريل 1947 عن عمر يناهز 83 سنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *