ستيف جوبز رائد وعملاق التكنولوجيا العصرية

قصة ستيف جوبز عبقري التكنولوجيا الحديثة

محتويـات

تعتبر قصة وشخصية ستيف جوبز Steve Jobs رائج التكنولوجيا الحديثة من ابرز القصص الملهمة في العالم، رجل تمكن بذكائه وإصراره وعمله الدؤوب وطموحه وإيمانه بحلمه من الهيمنة على المجال التكنولوجي في العالم.

 عصر التكنولوجيا المتطورة

العصر التكنولوجي أي الحاضر من لقبه يمكن أن تستنتج أن الميزة التي تميزه هي سيادة المجال التكنولوجي والتقنيات الحديثة المختلفة على حياتنا.

فرضت التكنولوجيا سيطرتها على كافة القطاعات والمجالات الاخرى، شئنا أم أبينا فالتكنولوجيا أصبحت تأخذ حيزا كبيرا من حياتنا اليومية.

أصبحنا نستعملها في جميع الأشغال اليومية من تطبيقات وأجهزة ومواد غذائية إلى غيرها، فلا يكاد منتوج يخلو من عملية تكنولوجية متطورة.

عندما نتحدث عن المجال التكنولوجي فالشخصية البارزة التي تتبادر إلى أذهاننا لابد أن تكون أسطورة العصر التكنولوجي ستيف جوبز، الذي اشتهرت منتوجاته بالتفاحة المقضومة والتي نجدها في جميع الأجهزة التي تصدرها شركة ابل.

فمن هو ستيف جوبز؟ وكيف وصل إلى ما حققه ونشهده من إنجازات وثورات في المجال التكنولوجي؟

حياة ستيف جوبز Steve Jobs

هذا الرجل المشهود له بالعبقرية والتميز نجح في تحويل احلام بدت مستحيلة إلى حقيقة نشهدها وملموسة وابرز دليل على هذا الحاسوب والدي احدث طفرة على حياتنا وقلب الموازين.

ولد ستيفن جوبز Steve Jobs بولاية كاليفورنيا، مدينة سان فرنسيسكو، وكان تاريخ ميلاده في 24 فبراير من سنة 1955. إسمه الكامل ستيفن بول جوبز، والده عبد الفتاح الجندلي من حمص بسوريا وأمه جوان شيبل. أنجبا ستيف عندما كانا في المرحلة الجامعية من غير أن يتزوجا.

ستيف جوبز رائد التكنولوجيا
ستيف جوبز Steve Jobs

الحياة العائلية لجوبز

قدمت أسرة ستيف على منح ستيف جوبز لعائلة أخرى قصد تبنيه، بعد أن عارضت عائلة جوان ارتباطها بشخص غير منتسب لديانتهم الكاثوليكية المسيحية.

قامت عائلة من أرمينية البولندية أنداك بقبول تبني وأتخاد جوبز أبنا، وهي عائلة بول و كلارا جوبز.

لم يكن عبد الفتاح الجندلي يحبذ الظهور في وسائل الإعلان  وبقي خفيا، وحتى بعد ما وصل إليه جوبز من نجاح من جانبه أيضا فستيف جوبز لم يكن يذكره في تصريحاته أمام الصحافة وكان حريصا على أن لا يرتبط أسمه باسم أبيه البيولوجي.

منى أو منى سمبسون الاسم الذي عرفت واشتهرت به، من أشهر الروائيات هي أخت ستيف جوبز Steve Jobs لكنها حريصة على عدم البوح بخلفيتها العائلية دائما. كما أنها لم يسبق لها أن قابلت والدها، لكنها تعرفت على أخيها ستيف عندما كان في سن السابعة والعشرين وكان هذا اجتماعهما الأول.

بعد ولادة ستيف جوبز وتقديمه للتبني تزوج والداه البيولوجيين جندلي وجوان لينجبا  بعد ذلك بعامين أخته الصغيرة منى في تاريخ 14 يونيو 1957، لكنه رغم زواجهما لم يقوما بإعادة طفلهما الأول ستيف وتخليا عنه بصفة نهائية.

ترعرع ستيف جوبز وسط عائلة أخرى والتي كانت تقطن في وادي السيليكون بالولايات المتحدة الأمريكية، وهذه المنطقة تعد العاصمة التكنولوجية والصناعية الأمريكية، والتي كان يقطنها أيضا مؤسس شركة مايكروسفت الرائدة في مجال التكنولوجيا بيل جيتس.

الحياة التعليمية لستيف جوبز

في ما يخص المرحلة التعليمية لستيف جوبز Steve Jobs فقد أعتبر هاويا لعلوم الحاسوب والبرمجة ولم يكن ذاك الطفل المجد أو التلميذ المجتهد.

كان ستيف محبا ومولعا بالتكنولوجيا، مما دفعه إلى التسجيل والقيام بدورات تدريبية في الشركة التي توجد قرب منزله، شركة إتش بي.

التقى هناك بستيف وزنياك من أهم الاشخاص الذين اثروا بشكل كبير على مسيرة جوبز المهنية، بجانب ذلك كان ستيف يقوم بالدراسة في الشتاء ويعمل في الصيف خلال العطلة.

أنهى ستيف جوبز المرحلة الثانوية وقام بالانضمام للدراسة لإتمام الدراسة الجامعية بكلية ريد المتواجدة بولاية أوريغون لكنه فشل من الفصل الأول ولم يستطع استكمال باق الفصول كما أن عائلته في ذلك الوقت كانت تعاني من ضائقة مالية شديدة.

ظهور شركة آبل – Apple

بعد انسحاب جوبز من الجامعة بسبب رسوبه بها، بحث عن عمل ووجده في شركة أتاري المعروفة والتي عمل بها كصانع ومصمم ألعاب. تقدم إليها جوبز عبر طلب كتب فيه مختلف الأفكار التي تدور في ذهنه مما دفعهم لقبول توظيفه.

لم تمر فترة طويلة على حصوله على العمل في أتاري ثم غادر أمريكا متجها إلى الهند، ليعود بعد فترة من الزمن كرجل هندوسي بعد أن اعتنق الديانة البوذية والتي مازال يؤمن بها إلى حد الأن كما أنه تحول لشخص نباتي.

كون ستيف جوبز صداقة وثيقة مع ستيف وزنياك والذي كان مخترع ذكيا ومبتكرا، وذلك خلال سنة 1970.

وزنياك رغم كونه ذكيا فلم يكن واعيا بقدراته ولا بكيفية استخدامها، وهذا ما استغله ستيف جوبز واستعمل أفكاره والذكاء الحاد لصديقه وعبقريته في المجال. وابتكر ما نشهده الأن من أنواع وأشكال من الحواسب التي تحتوي شعار التفاحة المقضومة.

كيف تم ابتكار أول حاسوب؟

كانت الفكرة الأصلية لابتكار أول لابتوب أو حاسوب عبارة عن صندوق خشبي قام وزنياك بصنع ويحتوي الصندوق على لوحة مفاتيح، وطلب وزنياك من جوبز مساعدته لوصله بالتيار الكهربائي وبشاشة وذلك سنة 1976، سنة ولادة أول لابتوب.

في البداية كانت الحواسيب كبيرة جدا ولا يسهل اقتناءها كما أنه لا يمكن لأي كان استعماله في ذلك الوقت، وليس للاستخدام الشخصي. كانت هذه الإشكاليات الدافع وراء القيام بتغييرات دائمة على شكل الحاسوب كما تم تطويره  تدريجيا ليصل إلى الشكل والقدرة التي نعرفها اليوم.

قام وزنياك بصنع أول حاسوب في التاريخ وبعد الانتهاء من صنعه قدمه لستيف جوبز والذي أقترح عليه أن يقوما ببيع الجهاز خشية خسارة المال، وقاما بذلك.

التسويق بخطة ستيف جوبز

بعد ذلك قام ستيف جوبز بمهمة تسويق الحاسوب المصنوع حيث عرض عليه مبلغ 50 ألف دولار من طرف  متجر “بايت شوب” المتخصص في التجارة الإلكترونية المتواجد في وادي السليكون.

لكن المتجر سيعطي هذا المبلغ مقابل تصنيع 100 جهاز حاسوب أي ب 500 دولار للواحد، وهذا المبلغ يشكل ضعف المبلغ الذي كان يتقاضاه وزنياك في السنة في عمله بالشركة.

كانت صفقة مربحة بالنسبة لجوبز ووزنياك لكنها كانت تحتاج لوقت للحصول على اللوازم الضرورية لصنع العدد المطلوب من الحواسيب، ولهذا طلب جوبز من المتجر منحه ضمانة 30 يوما لأن الأجهزة الصغيرة لم يكن يسهل صنعها في ذلك الحين.

أول موظف في شركة ابل

بعد ذلك قام جوبز باستدعاء صديقه اللحام دان كوتكي للعمل معهم، و كان كوتكي أول موظف في شركة أبل.

التقى جوبز وكوتكي في الحركة الهيبية، لم يكن كوتكي ضالعا بأي شيء يخص عالم التكنولوجيا أو الحواسيب لكنه كان بارعا في التلحيم فعمل في الشركة بمبلغ 3.70 دولار للساعة لحاما يعمل على أجهزة الكومبيوتر.

بالنسبة لمكان العمل فقد كان كوتكي في البداية يشتغل في غرفة ستيف، ثم بعد ذلك تحول لغرفة المعيشة في منزل ستيف ثم انتقل إلى المستودع أو الكراج الذي أصبح اليوم مأثرا تاريخيا في أمريكا يزوره الناس، كونه شهد على أو عملية تصنيع لأول كومبيوتر أبل 1 في العالم.

الكشف عن أول جهاز أبل

بعد الإعلان عن ابل 1 الذي كان يسميه الناس ب”أول جهاز حاسوب شخصي في التاريخ” تم الإعلان عن أبل 2 وكانت للتسمية نظر أخر عند ستيف ووزنياك.

كان جهاز أبل 1 يباع من غير التوفر على شاشة وكان يجب على مبتاعه أن يكون ضليعا بتقنيات الحاسب وذلك لتوصيله بالكهرباء بالطريقة السليمة.

هذا ما جعل ستيف جوبز لا ينظر إلى الكومبيوتر أنداك ولا يعتبره جهازا شخصيا،  مما كان سبب في تطويره وإطلاق أبل 2، وكان متميزا بقدرة الجميع على شراءه.

بالنسبة لكومبيوتر أبل 2 فهو لا يختلف كثيرا عن الكومبيوترات الموجدة الأن من حيث الخصائص، فقد تم تغليفه بالبلاستيك لكي تسهل عملية إيصاله بالكهرباء دون التعرض للصعق، كما توفر أبل 2 على شاشة عرض.

في حين اهتم وزنياك بصناعة الأجهزة كان لجوبز مهمة أخرى والتي أكد بأنها ضرورية أيضا فلا يكفي التصنيع فقط لكن يجب مصاحبته بالتسويق، وهذا هو الجانب الذي أهتم به جوبز من طرفه.

عمل جوبز على أساليب لتسويق الأجهزة المصنوعة وعمل دعايات لجعل الأمريكيين يقومن باقتناء هذه الأجهزة السهلة الاستعمال والفعالة.

بعد تلك الخطوة الناجحة اكتسبت الشركة شهرة واسعة وسريعة، حيث أنه بدأ الاهتمام والتفكير باستعمال الكمبيوترات في المؤسسات التعليمية، فقد تم تسويق 1000 حاسوب أبل 2 في مدة شهر واحد فقط، ثم ارتفع العدد ليبلغ 300 الف وحدة.

المنافسة مع IBM وإطلاق ماكنتوش

بعد هذا الإنجاز وتواليها، برزت الشركة العالمية المعروفة بتصنيع وإنتاج الكمبيوترات المركزية IBM سنة 1981 معلنة منافستها لشركة أبل وذلك بولوجها لقطاع صناعة وإنتاج وتسويق أجهزة الحاسوب الشخصية بدورها.

بعد أن ظهرت المنافسة الشرسة من طرف شركة IBM، ازداد شغف ستيف جوبز وسر كثيرا لوجود منافس لشركته آبل في السوق.

رغم أن الحواسيب التي تقوم بصنعها الشركة المنافسة ليس بتلك الجودة، مما أثار سخرية العاملين في شركة أبل لكن الشركة فرضت نفسها في السوق بعلامتها التجارية وتعدد جنسياتها مما أثر سلبيا على آبل وجعل سومتها منخفضة في السوق.

لجأ ستيف جوبز بعد احتدام المنافسة بين شركته أبل وشركة أي بي أم إلى طلب مشورة واحد من أبرز رجال الأعمال في ذلك الحين، والمدير التنفيذي لشركة بيبسي” جونس كالي”، واللذان قررا الاتفاق  والتعاون، مما شكل الضربة القاضية ل IBM حصب التصريحات الصحافية أنداك.

فوز أبل بالمنافسة بجهاز الماكنتوش

أبل ماكنتوش المولود الجديد لأبل والذي أنهى مسير المنافسة بين الشركتين لصالح شركة أبل، هذا المشروع أي جهاز أبل ماكنتوش تم الإعلان عنه من طرف ستيف جوبز في يناير من سنة 1984 أي بعد ثلاث سنوات. أشتغل فيها موظفي وعاملي آبل لمدة 90 ساعة في الأسبوع، وهو من أهم الأجهزة التي ابتكرتها شركة أبل.

وحتى في العرض الإشهاري لجهاز الماكنتوش كان ستيف جوبز مبدعا حيث قدم إشهارا ترويجيا باستخدام الجهاز الذي كان يتميز بمجموعة من الخصائص، كالرسوم البيانية وتقنيات الخطوط وصاحبها اختراع الفأرة والنوافذ والقوائم  كما انتشر التعامل مع الجهاز بوتيرة سريعة أكثر من الأول.

كان المشهد الترويجي يقوم فيه الجهاز بإعطاء معلومات وبيانات ستيف جوبز وقدمه للجماهير على أنه اب الجهاز  بالصوت والنص المكتوب على الشاشة.

تم القضاء على الشركة المنافسة IBM، وارتفعت نسبة مبيعات جهاز ماكنتوش الخاص بشركة أبل رغم كون ثمن بيعه أكبر بكثير من الجهاز الذي كانت تبيعه شركة IBM، حيث كان ثمن تسويقه 2500 دولار أمريكي.

دخول مايكروسوفت إلى المنافسة

أثناء الحرب الشرسة التي كانت بين أبل وأي بي إم، وأثناء انشغال ستيف جوبز بهزيمة منافسه كانت هناك شركة أخرى تلوح شهرتها في الأفق، وهي شركة مايكروسوفت لمؤسسها بيل جيتس.

قامت شركة مايكروسفت بصنع نظام تشغيل الحواسيب مشابه للنظام المبتكر من طرف أبل أسمته نظام الويندوز. هذا الأمر أثار حفيظة ستيف جوبز وجعله يوجه اتهامات لبيل جيتس بالسرقة والنسخ ولم يهتم بيل بل كذب ادعاءات جوبز مما زاد من حدة الصراع وشدد النزاع بينهما.

طرد ستيف جوبز من آبل

في سنة 1985 تم إصدار أمر بتسريح ستيف جوبز Steve Jobs من العمل بشركة آبل بعد أن نشأ صراع بين المسؤولين فيها على الإدارة والسلطة في الشركة.

بعد أن حققت الشركة نجاحات وإنجازات كثير وبعد أن تم تصنيع وتسويق جهاز الماكنتوش الذي حقق نجاحا باهرا وأرباحا طائلة بالنسبة للشركة، تم طرد مؤسسها من طرف الموظفين والعمال الذين قام شخصيا بتوظيفهم كمثل جونس كالي، والذي عينه المدير التنفيذي لأبل قبل سنتين من صدور هذا القرار والذي ظنه الحل الأمثل للخروج من هذه الضائقة.

بالنسبة لستيف جوبز فقد صدم من هذا القرار وخيبت أماله بشكل كبير مما جعله ينسحب من المنطقة ككل وقرر البدء بإنشاء عمله الخاص خارج  آبل وخارج وادي السليكون.

تأسيس شركة نكست

بعد التجربة التي خاضها جوبز في شركة ابل قرر الخوض في تجربة جديدة أسماها نكست أو التالي Next  وهي شركة قام بتأسيسها في كاليفورنيا بريديو سيتي، كما أنه لم يبتعد كثيرا من المجال التكنلوجي الذي عمل فيه سابقا.

خلال سنة 1988 أطلقت شركة نكست أول جهاز خاص بها، اشتغلت شركة نكست في قطاع إنتاج وصناعة نوع خاص من الأجهزة التي تعمل على أسواق الأعمال والتعليم العالي. بعد مرور سنتين تم صنع جهاز أصغر من السابق أسمته Next station.

رغم ذلك لم يشابه عمل شركة نكست إنجاز شركة ابل في ما يخص الأرباح التي حققتها أنداك، فهي لم تقم بتسويق سوى 50 ألف جهاز مما دفعها لتوقيف عملية إنتاج الهاردوير وذلك سنة 1993.

بعد ذلك قامت الشركة بالعمل على مشروع آخر سمي ب نكست ستيبب Next Step والذي يهدف إلى تحسين جودة أنظمة التشغيل الابتكاري.

العمل في مجال  الرسوم المتحركة

بعد ذلك قرر ستيف جوبز التوجه للعمل في مجال أفلام الرسوم المتحركة بعد مرور عام على إنشاء نكست، فعمد إلى شراء استوديو بيكسر ودفع مقابل ذلك 10 ملايين دولار.

فضلا إلى توليه وظيفة في مجلس إدارة عالم ديزني، والت ديزني، واتحد أستوديو بيكسر ووالت ديزني للعمل عل إنتاج مجموعة ناجحة ومتنوعة من أفلام الرسوم المتحركة مثال: أفلام قصة لعبة (Toy Story) بجميع أجزائه، وحياة حشرة (Pugs Life). بالإضافة إلى شركة المرعبين المحدودة (Monsters Inc)، ونيمو (Nemo)، وكانت أعمالا ناجحة ومميزة جعلتهما مشهورين ومعروفين.

رجوع جوبز إلى شركة آبل الاتحاد مع مايكروسوفت وبداية العهد التكنولوجي الجديد

بعد مغادرة ستيف جوبز Steve Jobs لابل لم تتحسن أوضاعها البتة بل استمرت بالتعرض للخسارة والانتكاسات حتى خسرت قيمتها في السوق ووصلت إلى 3 في المائة.

بعد أن اكتسحت مايكروسوفت السوق وهيمنت على القطاع التكنولوجي بنظامها الويندوز بنسبة وصلت إلى 95 بالمائة، وذلك في منتصف التسعينات والواضح أن ستيف جوبز لم يكن المشكل.

في هذه الأثناء تم استدعاء ستيف جوبز من طرف المدير التنفيذي جلبرت إميليو الذي وظف من طرف جونس كيلي.

في سنة 1997 شهر أغسطس عاد الأب الروحي والمؤسس الأول لشركة آبل لينقد الشركة من المأزق الذي كانت واقعة فيه، حيث عمل على أيجاد خطة كفيلة بالخروج بالشركة إلى بر الأمان، واعتبرت الخطة التي نهجها لذلك غريبة بعض الشيء.

كانت الخطة التي فكر فيها وعزم على تنفيذها تكمن في جعل الشركات المنافسة مايكروسفت بالدرجة الأولى وأبل تشكلان فريقا قويا ومتضامنا، وقام بدعوة بيل جيتس في المؤتمر الذي ظهر على المسرح وكان ضيفه.

تقوم الخطة التي نهجها جوبز على قيام كلا الطرفين بمجموعة من التنازلات أو التضحيات إن صح التعبير. جوبز كان عليه لتنفيذ خطته بالشكل المطلوب أن يلغي كل القضايا التي رفعها ضد بيل جيتس في ما يخص نظام الماكنتوش.

مقابل توفير بيل جيتس برامج جديدة وحديثة من مايكروسوفت ومنحها لأبل لاستخدامها في أجهزتها كما دفع له مبلغ مالي قدر ب 150 مليون دولار أمريكي .

العودة القوية لستيف جوبز

بعد نجاح أسلوبه في كسب شركة مايكروسفت أعلن ستيف جوبز Steve Jobs عن إرجاع  ماكنتوش إلى الأسواق لكن بنسخة جديدة أكثر حداثة وأكثر فعالية، حيث أن هذه النسخة المطروحة بإمكان الأطفال استعمالها.

فضلا عن أن سعرها ليس باهضا جدا وبإمكان الكل شراءه حيث كان ثمنه 1300 دولار، كانت النسخة الجديدة من ماكنتوش تتميز بمجموعة من الوظائف الجديدة حيث انها لم تكن تحمل مشغل أقراص، لكنها تحتوي على موديم في الداخل وشاشة سهلة الاستعمال، وقد أطلقها تحت اسم “آي ماك”.

من هنا بدأ طرح أجهزة بالوان مختلفة مغايرة عن الرمادي المألوف، بداية بألأي ماك الذي ظهر بألوان مختلفة كما أتسعت دائرة استعمال الحواسيب في العالم وانتشرت بشكل أكبر. هذا بالتأكيد أثر على أرباح الشركة وأدى إلى ارتفاعها بصورة كبيرة في فترة قياسية والفضل في ذلك رجع لستيف جوبز وخطته وتخطيطه الذكي.

العالم الجديد والثورة التكنولوجيا

بعد النجاح الذي حققته آبل وفي سنة 2001 بالتحديد عمل جوبز على توسيع دائرة أعمال أبل ،فعزم على دخول مجال الترفيه بأجهزته المتطورة.

أبتكر جهاز الأيبود مما جعله يهيمن على السوق الموسيقية بدورها  وتحقيق طفرة في مجال التكنولوجيا والحصول على أسواق جديدة لتسويق منتجات شركته.

جهاز الأيبود الذي أبتكره جوبز جعل شركة أبل في الصدارة وتحتل السوق الموسيقية أيضا، حيث تم تسويق حوالي 275 مليون جهاز أيبود، بموازاة مع إنشاء متجر إلكتروني لبيع الأغاني والألبومات سمي ب أي تونز  iTunes.

تحمل الأغنية الواحدة ب 0.99 دولار، في حين أن الألبوم يباع ب 9.99 دولار، بدون تفاوض وفي الأخير تم اعتماد هذه الأسعار في سوق الموسيقى لمدة معينة كمرجع لأثمنة الأغاني والألبومات.

ستيف جوبز شخصية طموحة

جوبز شخصية بالإضافة إلى عبقريته وحنكته فهو إنسان طموح أيضا حيث لم يتوقف عند هذا الحد، ففي سنة 2007 بالضبط في تاريخ 9 يناير تم الكشف عن أول جهاز أيفون من اختراع ستيف جوبز. شكل هذا الجهاز ثورة تكنولوجية حقيقية ومبهرة  تجمع بين التواصل والعمل بشبكة الأنترنيت في أن واحد.

شكل هذا الجهاز ثورة تكنولوجيا ولقي إقبالا كبيرا من طرف الأشخاص وعرفت السوق التكنولوجيا ازدحاما لا مثيل له، حيث عبر عنه بأنه في أحد المتاجر كان الشخص إذا نجح في اقتناء الهاتف كان يخرج وهو يلوح به في السماء كأنما ربح جائزة.

خلال السنوات الثلاث تم تسويق حوالي 75 كليون جهاز هاتف ايفون من طرف شركة ابل، حيث أكتسب الجهاز شعبية واسعة وأصبح أيفون الرقم واحد في ترتيب الأجهزة الذكية للاتصال و التواصل.

عندما كان جوبز خارج آبل قامت الشركة باختراع الأي باد لكنه فشل أنداك، مما دفع جوبز إلى إرجاعه وتطويره في سنة 2010 لكن هذه المرة تم بيعت كمية كبيرة منه ولقى استحسان المستخدمين.

وفاة ستيف جوبز

في تاريخ 24 أغسطس من سنة 2011 قام ستيف جوبز Steve Jobs بمغادرة الشركة بصفة نهائية وطواعية وترك منصبه بها، بعد أن بان آخر مرة في 2 مارس 2011 في المؤتمر آبل، حيث شخصت إصابته بسرطان البنكرياس أصيب به في يونيو 2004، وكان هذا اخر  مؤتمر يظهر فيه.

وكان تاريخ 5 أكتوبر من عام 2011 اليوم الذي غادر فيها جوبز العالم، مات تاركا وراءه إنجازات عديدة وابتكارات غيرت مسار حياة البشرية وظهرت مفاهيم تقنية وعلمية أكثر فعالية.

كان موت ستيف جوبز خسارة كبيرا للعالم وللمجال التكنولوجي بالأخص، فستيف جوبز كان يتمتع بشخصية قوية واثقة ومصرة على تحقيق المستحيل وعمل في سبيل ذلك طول حياته بدون أن يمل أو يفقد العزيمة.

بإصراره هذا قدم للعالم أجهزة متطورة لم يكن ظهورها ممكنا لولا مجهودات ستيف جوبز وعبقريته وفطنته وقوة أيمانه بقدراته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *