هيمنة البتكوين على التعاملات المالية للشركات خلال 2020

تعتبر عملة بيتكوين Bitcoin عملة إلكترونية تم تداولها وانتشارها بكثرة في السنوات الأخيرة وأصبحت مجموعة من الشركات والأفراد يتعاملون بها كتعاملهم بالعملات النقدية الملموسة العادية، فخلال سنة 2020 فرضت عملة البيتكوين Bitcoin سيطرتها على الشركات بسبب مجموعة من الأسباب والعوامل كما أن قيمتها ارتفعت. فما هي عوامل نجاح البتكوين الأساسية؟ وكيف تمكنت البيتكوين من الهيمنة على التعاملات المالية لشركات خلال سنة 2020؟

الاستثمار في البتكوين Bitcoin

نجاح البتكوين وتفوقها؟ توجد مجموعة من العوامل التي جعلت من عملة البيتكوين Bitcoin تتفوق على العملات الأخرى، فهي تتميز بسيولتها وسهولة التعامل بها كما أنها نجحت في أن تطغى على العملات الأخرى بمرونتها وحسب وكالة الأناضول فهذا ما دفع الشركات الاستثمارية إلى التوجه في معاملاتها المالية إلى اعتماد عملة البيتكوين.

ظهرت معالم قوة عملة البيتكوين منذ مدة حيث صرح خبير مالي وأعلن في نشرة إخبارية له أن عملة البيتكوين ستطغى على الأسواق في قادم الأيام وستكون العملة السائدة في العالم، كما أنه ليس من مصلحة أي شخص ان يستهين بقوة هذه العملة، وأنها مستقبلا ستكون عملية شراء عملة بيتكوين أكبر بكثير من القدر المعروض في الأسواق.

وحسب تصريح للكاتبة في جريدة فايننشال تايمز Financial Times إيزابيلا كامينسا أن وفق تحليل الخبير المالي فإن الاستثمار في مجال البيتكوين سيكون مجالا للتحدي في سنة 2021، وسيكون مجالا متاحا وخطيرا بالنسبة للمستثمرين.

إضافة إلى ذلك فقد أعلن من طرف المنصة الإلكترونية كوين ديسك CoinDesk، أن الشركة العاملة في إدارة الاستثمارات المسماة برافر والكائنة بالولايات المتحدة الأمريكية، حصدت من منصات تداول البيتكوين ما يقارب 2.7 من الأصول المرتبطة بالشركة أي نسبة 550 مليون جنيه إسترليني من عملة البيتكوين حسب إحصائيات شهر نونبر.

واعتبرت الخطوة التي قامت بها شركة رافر وفق تقرير خبراء المال والأعمال خطوة مهمة نحو فتح الطريق أمام الاستثمار في عملة البيتكوين في العالم وتوسيع رقعة استخدامها، كما أن الشركات لن يكون باستطاعتها الوقوف في وجه أو تحد التعامل بالبتكوين.

ويعتبر ارتفاع قيمة عملة البيتكوين بشكل متزايد وعملها بمجال الاستثمار وانتشارها راجع لأربعة أسباب أساسية تؤدي إلى هذا الارتفاع.

البيتكوين Bitcoin أصل مالي كبير

تعد عملة البيتكوين حاليا أهم عملة للأصول والتي لا يمكن للشركات تجاوزها بعد الآن، رغم كثرة انتقاداتها.

تتميز البيتكوين بكونها عملة مرمزة بعدم وجود إمكانية نزول قيمتها إلى الصفر ابدا رغم أنها لا تتصل بأي ضمانة مؤسسة، وهذه الميزة هي نقطة قوتها الأساسية والتي لا يمكن تحديها رغم كون العملة ماتزال ضبابية في العالم الواقعي بالطريقة المرغوب بها، وخارج سوق الشبكة الإلكترونية.

كانت النظرة التقليدية على عملة البيتكوين هي أنها عملة غير أمنة وغير محمية ولا يمكن الثقة بقيمتها بخلاف العملات الحكومية الورقية المتعامل به عادة، غير أنها في سنة 2020 اثبت العكس وتحدت هذه الفكرة.

تمكنت مجموعة من الشبكات التي تقوم بالقرصنة الإلكترونية في سنة 2020 بقرصنة مجموعة من المعلومات وطالبت فدية بعملة البيتكوين Bitcoin، وقد اعتبر هذا الأمر من قبل معارضي الحكومات أن هذا الأمر رغم كونه خارج إطار القانون غير أنه عمل لا يعادل المعمول به في السياسات الضريبية والتي تسعى لاستقرار العملات التقليدية الأخرى.

كما اعتبرت هذا الأمر فعال في الحصول وجمع الضرائب من الشركات متعددة الجنسيات والأثرياء أكثر من السياسات التي تنهجها الحكومات في هذا الصدد رغم كون هذا الأمر الذي تقوم به شبكات القرصنة الإلكترونية غير قانوني، فضلا عن العقوبات الشديدة التي تطبق على مفتعلي هذه الجرائم، كما صرحت الكاتبة الصحفية أن هذه العوامل كلها تلعب في صالح عملة البيتكوين، وتحصل من خلالها على شرعية أكثر يوميا في السوق العالمية بخلاف العملات الأخرى.

احترام القوانين والتقيد بها

اتخذت الحكومات مجموعة من القوانين ونصت على مجموعة من العقوبات الصارمة في سبيل التصدي للاستثمار المؤسسي في البيتكوين Bitcoin، ونجحت في ذلك لوقت وجيز لكن في السنة الحالية، بدأ وضع البيتكوين يتغير تدريجيا بتقبلها من جهات رسمية والاعتراف بها فضلا عن تسطير قوانين ولوائح للدفع للاستثمار في عملة البيتكوين.

وهذا الاعتراف المقرون بسن والتقيد بقوانين حكومية أفقد العملة المشفرة ميزتها الأساسية، والتي تكمن في العمل الحر دون أن تكون مجبرة على الخضوع لقوانين حكومية، كما أنها أصبحت أكثر مراقبة، في المقابل ستكون العملة حرة في الانتشار والتوسع في السوق الاستثمار بطريقة أمنة.

 تذبذبات عملة البيتكوين

كغيرها من العملات المشفرة فعملة البيتكوين تعرف بدورها تقلبات كثيرة وتتعرض لصعوبات في التعامل بها، مثلا في تاريخ 6 يونيو من سنة 2011 كان سعر البيتكوين لا يتجاوز 8 دولارات شانها شأن العملات الأخرى في فترة الأزمة الاقتصادية العالمية، أدى إلى اعتبار العملة بدون قيمة وليست إلا حلما لا يمكن أن يكون حقيقة، غير أنها في 2020 تجاوز سعر بيتكوين 20 ألف دولار.

بحسب تقرير الكاتبة لأحداث سنة 2020 في ما يخص عملة البيتكوين، فهذه التقلبات التي تتعرض لها البيتكوين هي أهم وأصعب المشاكل التي تواجهها في سوق المال والاستثمار في حين أن هذه التذبذبات ستساعد الحكومات على تقدير قيمة العملات التقليدية وستستفيد منها.

ليونة البيتكوين ومرونتها

رغم العوائق والمشاكل التي واجهت عملة البيتكوين Bitcoin منذ 12 سنة، غير أنها استمرت وحققت نجاحا لم يكن متوقعا وواجهت كل الصعوبات وتحدتها، بحسب تصريح الكاتبة فرغم كونها صعبة التداول والاستعمال كمثيلاتها من العملات النقدية لكنها أثبتت قدرتها على تحدي العملات النقدية، مما دفع بالشركات الكبرى إلى اعتمادها في السنوات الأخيرة والتسابق للتعامل بها.

تجدر الإشارة إلى أن عملة البيتكوين Bitcoin حققت نجاحا باهرا حيث وصلت 23 ألف دولار، ويعتبر هذا الرقم قياسيا في هذا الشهر كما الطلب عليها ارتفع بشكل كبير مع ارتفاع الرغبة في المجازفات الاستثمارية.

خلال هذا العام عرفت عملة البيتكوين ارتفاعا كبيرا في قيمتها بلغت 7208 دولار للبتكوين الواحد في أواخر سنة 2019، أي أن سعر عملة البيتكوين ازداد بحصة 207% في بداية سنة 2020.