ما هي أكبر اخطاء المشاريع الصغيرة التي يجب عدم الوقوع فيها؟ يرتكب العديد من رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة ثلاثة أخطاء حاسمة في بداية أعمالهم التجارية. يهملون اتباع استراتيجية أعمالهم في الواقع، والكثير من أصحاب الشركات ليس لديهم استراتيجية واضحية يتبعونها، ثانيا عدم الاهتمام الكافي بالعملاء؛ ثالثا تجاهل المنافسين وعدم التفكير في مدى تأثيرهم؛ في الغالب ما يرتكبون هذه الأخطاء الثلاثة لأنهم يركزون في المستوى الأول على تحقيق ربح المال بالطرق السريعة دون الاهتمام بما هو أهم من الأموال وهو الاستمرارية في السوق. لنتعرف بالتفصيل على اخطاء المشاريع الصغيرة التي يقع فيها رواد الاعمال

3 اخطاء قاتلة يجب على اي صاحب مشاريع صغيرة تجنبها

استراتيجية المشروع

يقول خبراء تطوير المشاريع أنه لتفادي وقوع هذه الأخطاء اي اخطاء المشاريع الصغيرة وتجنب ضغوط العمل، يجب عند وضع الاستراتيجية اتباع بعض النصائح والقواعد المهمة. القاعدة الأولى تتمثل في الحفاظ على بيان وتقرير الاستراتيجية بسيطًا. عكس الاعتماد على تقرير استراتيجي طويل وغير واضح المعالم والأهداف، لإنجاح الأمر يجب اعتماد ملخص صغير ودقيق لاستراتيجية المشروع من طرف رجل الأعمال أو صاحب المشروع، ويتم تحديد العملاء المستهدفين بدقة ووضوح عالي، ومقترح القيمة المضافة للشركة في صفحة واحدة.

 

من المعروف أن القيام بتصميم الاستراتيجية يحتاج إلى وقت طويل وأفكار جيدة، لذلك يجب على مالك المشروع التحلي بالصبر أولا، وكذلك كبح الرغبة الزائدة في التركيز على جني المال بسرعة. كل منا يعلم قيمة وأهمية إنشاء استراتيجية جيدة وحصد نتائجها على المستوى الطويل. ستكون الاستراتيجية المعتمدة النهائية دليل تنفيذ المهام والأهداف الكبيرة للمقاولة، وهي بمثابة البوصلة التي توجه الأعمال التجارية لأصحاب المشاريع وكذلك لتجنب الوقوع في اخطاء المشاريع الصغيرة.

 

الادارة الاستراتيجية

يقول البروفيسور والمؤلف لعدد كبير من الكتب مايكل بورتر إن الاستراتيجية يجب أن تكون فريدة من نوعها. ويمضي إلى ذكر أوصاف تلك الاستراتيجية:

• الاستراتيجية ليس من المنطق أن تكون سيئة ولا تعطي صورة واضحة لمستقبل المشروع من كل جوانبه المختلفة.
• الاستراتيجية ليست حلا وسطا، إنها الوضوح ومصدر الضوء الذي يتبعه صاحب الشركة أو المقاولة.
• الاستراتيجية هي بمثابة الخيارات التي يمكن لرائد الأعمال التركيز عليها.
• الاستراتيجية الناجحة تحتاج إلى مجموعة من الأفكار الفريدة لتساعدك على التمييز في ظل المنافسة الشديدة بين الشركات.
• الخطأ الكبير الذي يجب تفاديه: لا يجب أن تكون الاستراتيجية مكتوبة في الكثير من الصفحات، بل عكس ذلك يجب أن تكون واضحة وبسيطة.
• ثم يضيف مايكل بورتر أن أقل من 25 ٪ من الشركات تعتمد في مهامها على استراتيجية واضحة.

دور الاستراتيجية يكمن في خلق أعمال جديدة بخصائص فريدة، فكل المشاريع المربحة الناجحة اعتمدت في جوهرها على أفكار بسيطة ذات قيمة عالية، عبر العديد من السنوات لتحافظ على مكانتها في الأسواق المحلية والعالمية.

 

قيمة الزبائن

الشق الثاني يتمثل في عدم الاهتمام الكافي بالزبائن وهي من بين اعظم اخطاء المشاريع الصغيرة، يجب أن نعلم ما هي قيمة العميل أو الزبون بالنسبة للمشروع ككل؟ بشكل مختصر الزبون هو الملك الذي يوجد في قمة الهرم؛ فهو مصدر النجاح الحقيقي، كيف ذلك؟ كلما كان الاهتمام جيدا بالنسبة للعملاء لإرضائهم وتلبية حاجاتهم كلما كانت المبيعات أكتر وأكتر؛ وبالمقابل ربح النقود بشكل مضاعف، ومن هذا المنطلق وجب إتقان فن التعامل مع الزبائن ورضا العملاء. ويأتي بشكل تلقائي بعد ذلك الاهتمام بالمنتج المقدم للزبائن، وتحديد جميع العمليات والأدوات المصممة لإرضاء العملاء، والتفكير في طرق لرفع مستوى الأرباح بشكل كبير، واعتماد سياسة إنشاء سوق جديد وعميل جديد بهدف النمو والتطوير.

 

ونأخذ مثلا على شركة ماكدونالدز التي استطاعت تحقيق أرباح مهمة وكبيرة جدا، ومن بين أسرار نجاحها التركيز على القيمة المضافة للزبائن، يمكن للعميل أن يجلس في مكتبه ويقوم بطلب ويصله الى باب بيته أو مكتبه في أقل من 30 دقيقة، وهذه قيمة كبيرة بالنسبة لأي عميل أحس بالجوع ويبحت عن تلبية رغبته في أسرع وقت، وهنا تظهر مكانة اهتمام ماكدونالدز بعملائها.

الأخطاء التي يقعا فيها أصحاب الشركات والمشاريع المربحة تتمثل غالبًا في عدم أخد وقت كافي في اكتشاف قيمة المنتجات أو الخدمات التي يتم تقديمها وتوفيرها للزبائن. والخطأ الثاني في عدم تطوير واختيار استراتيجية جيدة طويلة المدى. بدلاً من ذلك وجب التركيز على مجموع من النقط والقيام بمجموعة من الأفعال الضرورية والتي تتمثل في:

اساليب جذب الزبائن

قضاء وقت كبير في فهم ودراسة العملاء بشكل جيد، وفهم أنماطهم وحاجياتهم، ودوافعهم للشراء، ومدى تطور حجم الفئة المستهدفة من حيت الكمية والكيفية.

تحدد الاحتياجات والرغبات التي يحتاجها الزبائن والتركيز على تلبيتها بأفضل شكل مقارنة مع المنافسين واستعمال عبارات تسويقية لجذب الزبائن، وتحديد الأسواق الحقيقية والمستهدفة والتي تحقق أرباح كبيرة.

تحديد كيفية كسب ولاء الزبون وتلبية احتياجاته ورغباته باستمرار وعلى مستوى عالٍ؛ بهدف أن نجعل الزبون العادي يمر الى مرحلة الزبون الوفي الذي يقوم بالشراء بشكل دائم ويقوم بشكل تلقائي بالتحدث عن منتجات وخدمات الشركة، ويمكن تحقيق الأمر من خلال عمل اعلانات تجذب الزبائن.

لإنجاح الأمر يجب التحلي بالصبر والتركيز على المدى الطويل. تشير الأبحاث إلى أن الشركات التي تعمل على تحقيق أهداف طويلة المدى، تكون ناجحة وتستمر لسنوات طويلة، مقارنة مع الشركات التي لديها أهداف قصيرة المدى، وتركز على ربح الأموال بشكل فوري فقط دون النظر للمستقبل.

أخطاء التعامل مع الزبائن

وهناك بعض الأخطاء الأخرى التي يرتكبها أصحاب المشاريع:

• الاستماع إلى الكثير من الأشخاص الذين ليست لهم خبرة كافية في مجال فن التعامل مع الزبائن أو نقص المهارات الضرورية للوصول الى ايجاد طريقة التعامل مع الزبائن بالشكل الصحيح.
• عدم تخصيص الموارد المالية والبشرية والتقنية، اللازمة لتطوير افكار جذب الزبائن ورفع القيمة لدى العملاء؛ والتركيز بشكل رئيسي فقط على الجانب المتعلق بإنتاج السلع والخدمات، دون الانتباه الى أن العميل هو أهم عنصر.
• عدم التوفر على أفكار واساليب جذب الزبائن بالكيفية الجيدة؛ وكذلك كيفية استثمار المال على اعلانات تجذب الزبائن.
• نقص المعرفة والمهارات الضرورية لمعرفة كيف تجذب الزبون الى المحل التجاري، أو جذبه الى الموقع الالكتروني.

المنافسين الحاليين والمحتملين

انشاء مشروع مربح وكسب عوائد مادية ليس عاملا ودلالة على أنك ستستمر دائما في جني الربح المادي، كل رجال الاعمال يبحتون عن فرص لمضاعفة نجاحهم، وان كنت تعمل في مجال نشيط فعليك التفكير في المنافسين اللذين من الممكن أي يدخلوا الى السوق الذي تنشط فيه باستثمارات كبيرة، ويقومون بجلب كل الزبائن الذين كنت تعتمد عليهم في مشروعك الخاص. وهنا وجب التفكير في مجموعة من النقط، أهمها:

للنجاح والاستمرار وتجنب الوقوع في اخطاء المشاريع الصغيرة وجب التفكير في المنافسين الحالين وكذلك المنافسين المتوقع دخولهم الى السوق.
القيام بدراسة نقط القوة ونقط الضعف لدى المنافسين ومدى قوة تأثيرهم على تغيرات السوق.
التفكير في حلول لخلق اتفاق مع المنافسين الحالين من أجل نقص عدد المنافسين المحتمل دخولهم للسوق.
وجود المنافسة له إيجابيات من بينها، الدافع نحو العمل بشكل صارم من أجل البقاء في الصدارة أو الاحتفاظ على المكانة الحالية ومحاولة تطويرها.

 

سواء كنت صاحب مشروع أو شركة ناشئة، أو فردًا بدأ نشاطه التجاري الصغير بمفرده، فإن بدء عمل تجاري أمر محفوف بالعديد من المخاطر والتحديات وفي نفس الوقت يحتاج إلى الصبر والشجاعة. ومع ذلك، الاهتمام بالنصائح والأفكار الموجودة أعلاه سوف يزيد من احتمالية نجاح مشروعك الخاص بشكل كبير وبذلك تتجنب اخطاء المشاريع الصغيرة.